شهد النظام الدولي تحولات عميقة في بداية التسعينات ، نتج منها تشكيل نظام جديد للعلاقات الدولية تمثل بالإنتقال من الثنائية القطبية إلي القطب الواحد ، وفي هذه الأوضاع الدولية اتضح أن روسيا وريثة الإتحاد السوفيتي ، ليست في الحقيقة قوة عظمي ، بإستثناء قدرتها العسكرية ، فإنها لا تملك المقومات التي تجعل منها قوة عظمي إقتصادياً وسياسياً[i]، وقد تطورت العوامل والمحددات الدولية المؤثرة علي السياسة الخارجية الروسية في الأونة الأخيرة بشكل كبير ، بحيث اصبحت روسيا تصب كل اهتمامتها علي كيفية استعادة مكانتها في النظام الدولي[ii] ، ففي البداية اقتصرت مجهوداتها علي مجرد حل المشكلات الداخلية التي حلت بها عقب تفكك الإتحاد السوفيتي ، ولكنها أدركت ضرورة أن يكون لها نفوذ قوي في نظام دولي يتسم بالتعددية القطبية[iii].
استطاعت روسيا خلال ثماني سنوات 2000-2008 أن تعود مرة أخري الي الساحة الدولية بعد أن عاشت سنوات من عدم الاستقرار خلال تسعينات القرن الماضي سياسياً واجتماعيا وثقافياً وعلمياً واقتصادياً، وتخلفت عن ركب التقدم . فقد لعب الرئيس فلاديمير بوتين دوراً محورياً في عملية إعادة البناء تلك، لتصبح الآن في مصاف الدول الكبري القوية. لقد شهدت روسيا الإتحادية العديد من الإصلاحات خلال ولايتي بوتين الأولي والثانية ،إذا تم النهوض بالبنية التحتية للبلاد ، وتقوية الإقتصاد والذي انعكس علي حياة المواطنين الروس بدليل تحسين الأحوال الصحية والمعيشية لدي الشعب الروسي وانحفاض معدلات البطالة والجريمة، فقد استطاع الرئيس بوتين تغيير سياسة روسيا الخارجية ، حيث سعي إلي تعميق التوجه الأوراسي، وذلك لإستعادة مكانتها الدولية[iv].
[i] محمد مجدان ،. "سياسة روسيا الخارجية اليوم: البحث عن دور عالمي مؤثر." ، المجلة العربية للعلوم السياسية ، الجمعية العربية للعلوم السياسية ، العدد 48، 2015،ص40.
[ii] السيد أمين شلبي ، " بوتين وسياسة روسيا الخارجية " ، السياسة الدولية ، المجلد44 ، العدد175، يناير 2009 ، ص257.
3 محمد السيد سليم،" التحولات العالمية والتنافس الدولي علي آسيا الوسطي "،القاهرة:مركز الدراسات الأسيوية ، كلية الإقتصاد والعلوم السياسية ، جامعة القاهرة ،1998،ص314.
[iv] نورهان الشيخ ،"الإستمرار والتغيير في السياسة الخارجية الروسية تجاه دول اسيا الوسطي والقوقاز(1991-2010)، رسالة ماجستير ،القاهرة ،كلية الاقتصاد والعلوم السياسية،جامعة القاهرة،2013.
The international system witnessed profound transformations at the beginning of the nineties, which resulted in the formation of a new system of international relations .
Represented by the transition from bipolarity to unipolarity, and in these international situations it became clear that Russia is the heir of the Soviet Union, it is not really a superpower, with the exception of its military capacity, as it does not have the elements that make it a great power economically and politically, The international factors and determinants affecting Russian foreign policy have recently evolved greatly, so that Russia has focused all its attention on how to restore its position in the international system. To have a strong influence in the international system In the beginning, its efforts were limited to just solving the internal problems that befell it after the dissolution of the Soviet Union, but it realized the need to have a strong influence in an international system characterized by multipolarity. During the eight years -, Russia was able to return once again to the international arena after it lived through years of instability during the nineties of the last century politically, socially, culturally, scientifically and economically, and lagged behind in the process of progress. President Vladimir Putin played a pivotal role in that rebuilding process, and it is now in the ranks of the big, powerful countries. Federal Russia has witnessed many reforms during Putin's first and second terms. If the country's infrastructure was upgraded and the economy was strengthened, which was reflected in the lives of Russian citizens, as evidenced by the improvement of the health and living conditions of the Russian people and the decrease in unemployment and crime rates, then President Putin was able to change Russia's foreign policy, Where he sought to deepen the Eurasian orientation, in order to restore its international standing.