في الحقيقة إن التجارة الدولية من الناحية العملية أقدم بالوجود من الإنترنت كشبكة عالمية ظهرت وانتشرت بسرعة كبيرة جداً، فقد كانت الأفراد يتنقلون من دولة لأخرى يحملون بضائعهم من اجل عرضها في أسواق تلك الدول، كما كان التجار ينتقلون من دولة لأخرى بحثاً عما يحتاجون من بضائع من اجل بيعها أو استثمارها، وكانت التجارة العابرة للحدود مقتصرة على فئات قليلة ممن يستطيعون السفر والحصول على البضائع والعودة لبلدانهم من اجل القيام ببيعها، وكانت التجارة الدولية مقتصرة على من يملك القدرة على السفر أو من ينيب شخصاً أخر عنه. لكن هذا الأمر تغير بصورة كبيرة عندما ظهرت شبكة الانترنت حيث أصبحت عمليات التفاوض والاتفاق من خلال الانترنت أكثر سهولة ويسر وأصبح الأمر في متناول يد الجميع، فمن الممكن لأي فرد او هيئة او مجموعة أعمال تمتلك شبكة انترنت ان تقوم بالتفاوض والاتفاق والحصول على البضائع والدفع بسهولة وييسر، والفضل بهذا كله يعود لشبكة الانترنت التي وفرت كل هذه الإمكانيات والتي سهلت الموضوع على التجار بصورة كبيرة. وان اهم ما يميز هذا الموضوع عن غيره ان التجارة الدولية لا تعترف بالحدود الجغرافية بين الدول: وذلك بسبب عدم تركز عناصرها في إقليم دوله واحده فقد تسلل لها ميزه من أطرافها إذا ابرم العقد بين طرفين مختلفي الجنسية في مكان ابرامها او مكان تنفيذها وبالتالي تشتت عناصر هذه العلاقة العقدية في أكثر من دوله مما يجعلها مرتبطة بأكثر من نظام قانوني ومن ثم تثار اشكاليه تنازع بين القوانين ذات العلاقة بهذا العقد الدولي.