يشهد العالم في عصرنا الحالي ثورة غير مسبوقة في مجال التكنولوجيا؛ بسبب انتشار تطبيقات وبرامج الذكاء الاصطناعي وقدرتها على التعامل مع مجالات الحياة المتعددة، على اختلافها، بل ومعالجتها أيضا، ومن ثم يحاول البحث دراسة واقع الإبداع الأدبي في عصر الذكاء الاصطناعي؛ رغبةً في تسليط الضوء على استخدامات الذكاء الاصطناعي في مجال الأدب، وما ينتج عنه من آثار إيجابية وأخرى سلبية، تؤثر على الكتابة الإبداعية، وقد اقتضى ذلك الإجابة عن مجموعة من التساؤلات، والتي من أهمها : كيف أثّر الذكاء الاصطناعي على الكتابة الإبداعية؟، وما العقبات التي يمكن أن تواجه الإبداع الأدبي في عصر الذكاء الاصطناعي؟ ، وكيف يمكن تذليل تلك العقبات لنسج بنية تخييلية تقترب أو تكاد من صورة الإبداع الأدبي المتعارف عليها. وقد توصل البحث، في خاتمته، إلى مجموعة من النتائج، أهمها: احتياج النص الأدبي الناتج عن الذكاء الاصطناعي إلى طريق شاق، ومجهود كبير، ليصبح ملما بآليات النص الإبداعي، وبخاصة مع لغتنا العربية، التي ليست من السهولة الإحاطة بعلومها وقاموسها الثري، بل والتي تحتاج إلى تواشج بين مفرداتها وصورها وبين ما يعتلق بداخل الأديب ويحاول الإفصاح عنه في النص، بالإضافة إلى صعوبة التخلي عن الإبداع البشري بشكل كامل، فالإبداع الأدبي في احتياج لأن يعمل الذكاء الاصطناعي جنبا إلى جنب مع الإبداع البشري؛ رغبة في بناء عوالم تخييلية إبداعية قائمة على التأثير والتأثر بينهما، وبخاصة أن التطورات المتلاحقة في مجالات الذكاء الاصطناعي تقتضي التعامل مع التحديات المجتمعية والأخلاقية التي تترتب عن التواشج الحادث بينهما.