العلاقة بين التصوف والسلطة علاقة لها خصوصيتها، ومن ثم كان للبطل الروائي الصوفي موقفه المغاير منها، وما يهدف إليه هذا البحث هو كشف المغايرة في علاقة البطل الروائي الصوفي بالسلطة السياسية، من جانب، وبسلطة الفقهاء من جانب آخر، بناءً على ما مارسوه من تأثير على العامة والحكام، في مواجهة الثورة الروحانية التي قام بها المتصوف في عصره، وهو الأمر الذي عرض كثيرًا منهم للحبس، بل والقتل في مواقف كثيرة.
وفي النص الروائي الصوفي حُمِّلت هذه المواقف، في كثير من الأحيان، إسقاطات تاريخية على الواقع المعيش، بحيث بدا الولي الروائي الصوفي معارضًا للسلطة، لكن أسلوب هذه المعارضة هو ما يحدث له التمايز والاختلاف الذي يسعى البحث إلى كشفه من خلال دراسة عدد من الروايات المختارة من أقاليم جغرافية عربية متنوعة، فكان من مصر: نصوص لعمار علي حسن وأحمد عبد المجيد وأدهم العبودي ووليد علاء الدين، ومن المغرب نصوص لعبد الإله بن عرفة وبنسالم حميش، ومن السعودية محمد حسن علوان، ومن السودان حمور زيادة، وذلك من منطلق أن اتساع رقعة المبحوث فيه من النصوص ربما كان كاشفًا بشكل أفضل عن فرضية البحث.