هدفت الدراسة إلى استكشاف العلاقة بين التفكير النقدي واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لدى الشباب، حيث أصبحت هذه الوسائل جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية وتؤثر على مختلف جوانبها. سعت الدراسة إلى سد الفجوة المعرفية في الأبحاث العربية حول هذا الموضوع من خلال بناء نموذج بنائي يفسر التأثيرات المباشرة وغير المباشرة بين مهارات التفكير النقدي (المعرفية، الوجدانية، والاجتماعية) وأبعاد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي (الاجتماعية، التعليمية، الثقافية، الترفيهية، السياسية، والإخبارية). اعتمدت الدراسة على عينة استطلاعية من 200 شابًا وفتاة، وعينة أساسية من 166 شابًا وفتاة تراوحت أعمارهم بين 21 و37 عامًا، واستخدمت مقياسين رئيسيين هما مقياس التفكير النقدي ومقياس استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. أظهرت النتائج وجود علاقة ارتباطية دالة إحصائيًا بين التفكير النقدي واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، كما تم التوصل إلى نموذج بنائي يفسر التأثيرات المباشرة وغير المباشرة بين المتغيرين. وأشارت الدراسة إلى وجود فروق دالة إحصائيًا بين الذكور والإناث في التفكير النقدي. أشارت النتائج إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي وسلبي على التفكير النقدي لدى الشباب، حيث يمكن للاستخدام الموجه والمدروس أن يعزز مهارات التفكير النقدي. أوصت الدراسة بضرورة توجيه استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز التفكير النقدي وتحقيق الفوائد التعليمية والتنموية المنشودة.