تحاول هذه الدراسة إلقاء الضوء على استراتيجيات الخطاب الحجاجي عند ( رفاعة رافع الطهطاوي )
( 1801م- 1873م ) في كتابه الرائد الذي يعد أول كتاب عربي ألف في مجال التربية ، ( المرشد الأمين في تعليم البنات والبنين) .وقد كان رفاعة الطهطاوي في مؤلفاته بشكل عام وفي المرشد الأمين بوجه خاص يعلم بأنه يوجه خطابا إلى مجتمع مقاوم للتغيير ، قد ترسخ فيه من العادات والتقاليد والمعتقدات الفكرية الجامدة الكثير، فرض هذا السياق على الكاتب خطابا حجاجيا سَخَّر فيه أدواته المنطقية مثل الحجج شبه المنطقية وحجج المنطق الصوري والحجج المستندة على الواقع ،وكذا أدواته اللغوية مثل: الروابط والعوامل الحجاجية ، والصور البلاغية كالاستعارة والتشبيه والبديع، وبعض الصيغ الصرفية مثل: اسم التفضيل، واسم الفاعل ،واسم المفعول ؛ ليصل بالمتلقي إلى الإقناع ومن ثم إلى التغيير الذي يحتاجه المجتمع ، إذ الإقناع غاية كل حجاج . هذا الخطاب بما يشتمل عليه من مكونات منطقية وبلاغية هو ما تروم هذه الدراسة الوقوف على أبعاده و رصد تجلياته وذلك من خلال المنهج الوصفي التحليلي .