لقد اهتم الكثير من الباحثين بدراسة سد الذرائع، وقد رأيت أن مسألة فتح الذرائع لها أهمية كبيرة لا تقل عن القول بسدها، ومن هنا جاءت فكرة هذا البحث، وقد تناولته من جانبين: الأول الجانب الأصولي النظري: تحدثت فيه عن تعريف فتح الذرائع وحجيته وضوابطه، وعلاقته بالمقاصد الشرعية، والثاني الجاني التطبيقي: تحدثت فيه عن عددٍ من المسائل الفقهية المعاصرة تطبيقًا على فتح الذرائع، مثل: تشريح جثث الموتى للمصلحة العامة، والتبرع بالأعضاء البشرية بعد الموت، واستثمار أموال الزكاة، والفحص الطبي قبل الزواج.
وقد توصلت في هذا البحث إلى نتائج عدة، فمن أهمها: أنَّ المقصود بفتح الذرائع هو استحباب فتح الوسائل المؤدية إلى مصلحة راجحة منضبطة بضوابط الشرع ومقاصده، وأن القول بفتح الذرائع لا يُقصد به العمل بفتح الذرائع التي سُدت بسبب إفضائها إلى شيء محظور، وإنما المقصود به فتح الوسائل المؤدية إلى الواجب أو المباح أو المندوب، وأن العمل بفتح الذرائع بالضوابط الشرعية المقررة يفتح الباب أمام اجتهادات كثيرة، مما يدل على مرونة الشريعة الإسلامية، ومواكبتها لكل عصر من العصور.
أما أهم توصيات البحث: فأنه ينبغي التوسط والاعتدال في القول بالذرائع فتحًا وسدًا، فلا يُغلق الباب تمامًا، ولا يُفتح على مصراعيه.