يعد مفهوم الانتماء الأخلاقي من أهم المفاهيم التي تحدد طبيعة علاقة الفرد بالمجتمع في الأوقات جميعها، والأماكن. وهي تعني رغبة أي شخص في الاتحاد مع آخرٍ، أو جماعةٍ، أو معتقدٍ، فهي حاجةٌ إنسانيةٌ. وقد يختلف الانتماء من مجتمعٍ إلى آخرٍ، ومن فردٍ إلى غيره وذلك وَفق العادات والتقاليد التي نشأ عليها.
سنحاول من خلال الدراسة توضيح معنى الانتماء الأخلاقي من منظورٍ فلسفيٍّ، حيث إنه مرتبطٌ بأنواع الانتماءات الأخرى جميعها، فلكل منها المعنى نفسه في مجالها الخاص، ولكن المحتوى هو ذاته، ومن ثمَّ، فإن الانتماء الفلسفي يعني ارتباط الفرد بفلسفته، فهناك من ينتمون إلى الفلسفة الإسلامية، أو اليونانية، أو بعض أفكار فلاسفة القرون الوسطى، وهي مجرد فكرةٍ فلسفيةٍ ينتمي إليها الفرد، أو المجتمع.
إن الانتماء للوطن يتوافق حرفيًا مع المكان والزمان اللذين ولد فيهما الإنسان، وترعرع فيها، ومن ثم، فهو إلزاميٌّ، ولا يملك الإنسان سلطة اختياره. وهنا يأتي دور الولاء: المتغير، والنسبي ، وهنا نوضح أن الولاء للوطن يختلف من شخصٍ لآخرٍ، فهناك من يتعصبون في الدفاع عن وطنهم ، وهناك من هم أقل تعصبًا، ويدافعون -في الوقت نفسه- عنه، ومن ثم، فالانتماء هو الوطن، والولاء هو الدفاع عنه بصفةٍ عامةٍ.