تعد العوامل المناخية أحد الأخطار الطبيعية المؤثرة على البيئة الطبيعية والحضرية، وتتسبب في عدة تفاعلات كيميائية بين السوائل والغازات المكونة للغلاف الغازي والمائي، ,بين الصخور والمعادن المشكلة للمعالم الاثارية، ومع تطور أساليب البحث الجيومورفولوجي واتساع دائرة علاقاته بالعديد من التخصصات العلمية المتنوعة، أخرجه من دائرة لم تكن تتعدي وصف ظاهرات سطح الأرض، وتحديد عوامل وعمليات نشأته، إلى دائرة التطبيق، وتوظيف معلوماته في خدمة الإنسان، أو بمعني أكثر تحديدًا، درأ الخطر وجلب المنفعة، وتتعرض الكثير من المدن الساحلية لأخطار طبيعية كالعوامل المناخية وتهدف الدراسات الجيومورفولوجية الحديثة إلى دراسة تلك المشكلات وإبرازها والتعرف عليها لوضع أنسب الحلول لها.
وإذا ما كان الأثر الذي يخلفه الإنسان هو بمثابة البوصلة التي يهتدي بها عالم الآثار في تتبع الأحداث التاريخية، وينظر إليها العامة من غير الباحثين بإعجاب، ويجدوا فيها ترويحًا للنفس والعقل معًا، فإن هذا الأثر لا يبقي على حالته منذ أن شيد وحتى الان، فمنذ تشييده تتلقفه العوامل الطبيعية وعملياتها المختلفة بالتشكيل والتعديل، وربما تصل به إلى مرحلة الوهن والانهيار، وللحفاظ على هذا التراث الإنساني فقد بات هذا التراث ميدانًا خصبًا لباحثين في مجالات علمية عدة، كل منها يدلي بأفكاره ونظرياته لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تراث تملكه البشرية عامة، وإن تباينت مواضعه على سطح الكرة الأرضية، دون تقيد بوحدة سياسية، أو منظمة دولية.
وتأتي الدراسة الحالية لتؤكد على مفهوم توأمة علمي الجيومورفولوجيا والجيولوجيا وتداخلهما، ووحدة هدفهما، من خلال دراسة علمية لعدة معالم اثارية تمثل نموذج للعديد من النماذج الأثرية التي تقع على أرض الإسكندرية، من خلال دراسة لعوامل وعمليات تشكيله، وتقييم الوضع الراهن للأثر، ومقترحات الحفاظ عليه.