هدفت هذه الدراسة بوجه عام إلى محاولة تحليل وتفسير ظاهرة زواج القاصرات كشكل من أشكال الِاتِّجار بالبشر، وذلك من خلال التعرف على ملامح ظاهرة زواج القاصرات والهدف منها وظروفها فى مجتمع الدراسة، كذلك إبراز الناحية القانونية لزواج القاصرات وطريقة توثيق هذا الزواج، وتحديد أهم الأسباب التى أدت إلى حدوث ظاهرة زواج القاصرات، وكذلك معرفة آثار هذه الظاهرة وتأثيراتها المختلفة على المتزوجات فى مجتمع الدراسة، ووضع آليات الحماية الاجتماعية للفتاة القاصر للحد من انتشار ظاهرة زواج القاصرات كشكل من أشكال الِاتِّجار بالبشر، ويحدد الباحث هذه الدراسة فى كونها دراسة وصفية تحليلية، حيث تركز على وصف ظاهرة زواج القاصرات كشكل من أشكال الِاتِّجار بالبشر، وأيضاً الظروف المحيطة بها وذلك للكشف على كل ما يتعلق بها من أسباب وآثار وحقائق انعكاس هذه الظاهرة على القاصر والأسرة والمجتمع، وقد اعتمدت الدراسة على طريقة دراسة الحالة لعدد من الفتيات المتزوجات القاصرات داخل قرية منية السباع بمحافظة القليوبية، والبالغ عددهم خمس عشرة حالة، وتقع أعمارهن بين 12 إلى 18 عاما، وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج يعد من أهمها: الهدف الرئيس من هذا الزواج تحقيق الثراء المادى وتحقيق المزيد من الآمال والطموحات بشتى الطرق الممكنة، كما توصلت إلى وقوع العنف على الفتيات القاصرات من جانب الآباء مما جعلهم يقبلون على فكرة الزواج فى سن صغير، وتوصلت الدراسة أيضاً إلى أن الفتيات يشكلون عبئاً على أسرهم مما جعلهم يتخلصون منهم عن طريق تزويجهن فى سن صغير، كما توصلت الدراسة إلى فقد الفتيات حقهن فى إكمال تعليمهن لأنهن غير قادرات على مخالفة تعليمات أزواجهن.