تهدف الدراسة الراهنة إلى الكشف عن مفهوم البدو في فكر ما بعد الحداثة الذي تمت استعارته ليطلق مجازًا على بعض الفئات التي تتميز بكثرة الحركة والتنقل وعدم الاستقرار، والتي يمكن تسميتها "البدو الجُدد" أو "بدو العولمة وما بعد الحداثة" تمييزًا لها من البدو الأصليين "التقليديين"، كما هدفت الدراسة إلى تحديد الفئات التي تندرج تحت مفهوم "البدو الجُدد". فضلًا عن تقسيم تلك الفئات وفقًا للنمط الذي ينتمون إليه طبقًا لتقسيم "جاك آتالي" للبدو. وقد تناولت الباحثة: فكر ما بعد الحداثة، وسمات مجتمع ما بعد الحداثة، وخصائص إنسان ما بعد الحداثة. وكيف استعار عددٌ من مفكري ما بعد الحداثة مفهوم "البدو" لوصف حالة الإنسان المعاصر؛ مثل: دولوز، وجوتاري، وبرادوتي، وليوتار، وباومان، ومافيسولي. وتشير نتائج الدراسة إلى وجود خمس فئات للبدو الجُدد؛ تشمل: البدو الحضريون، بدو الفكر، البدو العالميون، بدو الترفيه، البدو الرقميون. تلك الفئات تتشابه فيما بينها في بعض السمات، وتختلف في بعض آخر. كما تختلف سماتها عن سمات البدو الأصليين "التقليديين"، وتختلف الظروف التي أوجدتهم عن تلك التي أوجدت البدو الأصليين.