حَاوِلَ هَذِهِ اَلدِّرَاسَةِ إِعَادَةَ إِدْرَاكِ اَللَّيْلِ مِنْ خِلَالِ مَعْرِفَةِ اَلرُّمُوزِ وَالْمَعَانِي اَلْمُرْتَبِطَةِ بِاللَّيْل، كَذَلِكَ دِرَاسَةَ اَللَّيْلِ فِي اَلْمُجْتَمَعِ اَلْحَدِيثِ كَنُقْطَةٍ مِحْوَرِيَّةٍ لِفَهْمِ بَعْضِ اَلتَّغَيُّرَاتِ اَلِاجْتِمَاعِيَّةِ وَالثَّقَافِيَّةِ وَالِاقْتِصَادِيَّةِ بِالْمُجْتَمَعِ ، حَيْثُ مَعْرِفَةُ اَلتَّوَسُّعِ اَلْمُسْتَمِرِّ فِي اَلْأَنْشِطَةِ اَللَّيْلِيَّةِ فِي ضَوْءِ اَلْحَدَاثَةِ، كَذَلِكَ مَعْرِفَةَ اَلْأَنْشِطَةِ اَلَّتِي تَرْتَبِطُ بِاللَّيْلِ وَاَلَّتِي تَخْتَلِفُ عَنْ اَلْأَنْشِطَةِ اَلنَّهَارِيَّةِ. وَقَدْ اِعْتَمَدَتْ اَلدِّرَاسَةُ فِي ذَلِكَ عَلَى اَلْمَنْهَجِ اَلْأَنْثُرُبُولُوجِيِّ بِأَدَوَاتِهِ اَلْمُخْتَلِفَةِ مُسْتَنِدَةً فِي ذَلِكَ إِلَى نَظَرِيَّةٍ رَأَى اَلْعَالَم، وَقَدْ تَوَصَّلَتْ اَلدِّرَاسَةُ لِعَدَدٍ مِنْ اَلنَّتَائِجِ لَعَلَّ أَهَمَّهَا؛ يَلْعَبَ اَللَّيْلُ دَوْرًا مُهِمًّا مِنْ خِلَالِ اَلظَّلَامِ فِي فَهْمِ اَلْمَجَالَاتِ اَلْمَكَانِيَّةِ بِإِعْطَائِهَا خَصَائِصَ تَخْتَلِفُ عَمَّا هِيَ عَلَيْهِ فِي اَلنَّهَارِ وَهُوَ مَا يَتَّضِحُ فِي اَلْعَدِيدِ مِنْ اَلِاعْتِقَادَاتِ دَاخِلَ مُجْتَمَعِ اَلدِّرَاسَةِ، كَذَلِكَ تَرْتَبِطُ اَلْعَدِيدَ مِنْ اَلْأَنْشِطَةِ اَلِاقْتِصَادِيَّةِ بِاللَّيْلِ وَاَلَّتِي تَخْتَلِفُ عَنْ اَلْأَنْشِطَةِ اَلنَّهَارِيَّةِ كَالرَّيِّ وَالْحَصَادِ لِبَعْضِ اَلْمَحَاصِيلِ اَلزِّرَاعِيَّةِ وَالصَّيْدِ اَللَّيْلِيِّ، كَمَا تَبَيَّنَ أَنَّ هُنَاكَ تَوَسُّعُ مُسْتَمِرًّا لِلْأَنْشِطَةِ اَللَّيْلِيَّةِ اَلْحَدِيثَةِ بِالْمُجْتَمَعِ وَاَلَّتِي تَقَلَّصَ مِنْ سَاعَاتِ اَللَّيْل، فَيُعْتَبَر اَللَّيْلُ وَسِيطًا ثَقَافِيًّا مُهِمًّا يَسْتَطِيعُ اَلْأَفْرَادَ تَنْظِيمَهُ لِإِنْتَاجِ مُمَارَسَاتٍ اِجْتِمَاعِيَّةٍ مَكَانِيَّةٍ ، كَمَا يَعُدْ اَلْعُنْفُ مُشْكِلَةً حَقِيقِيَّةً فِي أَمَاكِنِ اَلْحَيَاةِ اَللَّيْلِيَّةِ رَغْمَ اَلنُّمُوِّ اَلْهَائِلِ فِي قِطَاعِ اَلْأَمْنِ إِلَّا أَنَّ بَعْضَ اَلْمُمَارَسَاتِ كَتَعَاطِي اَلْمَوَادَّ اَلْمُخَدِّرَةَ وَالْكُحُولَ لَهَا مَكَانَةٌ مَرْكَزِيَّةٌ مُرْتَبِطَةٌ بِاللَّيْلِ