لقد عالجنا الدراسة التي بين أيدينا والموسومة بـ " المحاولات الانفصالية لقبيلة بني بوعلي في صور العُمانية 1920- 1932" في مجموعة من الأفكار، مهدنا لها بمحورٍ تناولنا فيه مدينة صور من حيث موقعها وقاطنيها وأهميتها الاقتصادية، ثم ثنينا باستعراض العلاقة التي ربطت شيوخ قبيلة بني بوعلي بالنظام الحاكم في مسقط وملامح هذه العلاقة في مراحلها المختلفة. ثم دلفنا إلى المحاولات التي قام بها شيوخ القبيلة في سبيل التكريس للانفصال عن حكومة مسقط ومظاهر هذه المحاولات. وبعدها عرجنا على موقف حكومة مسقط من الأزمة والأغلال التي غلت أيدي أعضائها عن التصرف بحسم مع هذا الاستقواء الذي مارسته القبيلة. ولما كان الموقف البريطاني لا يمكننا أن نتغاضى عنه خلال استعراض هذه الأزمة لذا وجدنا لزامًا علينا أن يكون له قسط وافر من هذه الدراسة. وفي النهاية ختمنا الدراسة باستخلاص لأهم نتائجها.
وتكمن أهمية الدراسة في أنها:
أولاً: تسلط الضوء على فترة حرجة للغاية من تاريخ سلطنة عمان، إذ كانت السلطنة حينئذ تعاني معاناة شديدة على الأصعدة كافة، حتى استقوت عليها القبائل وشيوخها.
ثانيا: تبين كيف ساهم غياب سلطة الدولة في انتشار حالات السلب والنهب وقطع الطرق والقتل العمد في وضح النهار دون أدنى خوف أو خشية من عقاب.
ثالثاً: تعكس في ثناياها كيف توقف النشاط الحياتي في بعض الأوقات نتيجة الهرج والمرج الناجمين عن تناحر القبائل، وكيف كان العامة من البسطاء وقودا لهذا التناحر.
رابعا: تبين أن الطموحات الفردية عندما لا تسندها قوة تبلغها مأربها ربما يسعى أصحابها إلى الاستقواء بالخارج والاستنصار به.
خامسا: جدة المصادر التي اعتمدت عليها الدراسة وتنوعها كمًا وكيفًا.