يركز النقد الأدبي البيئي على قضايا البيئة في النصوص الأدبية من منطلق إنساني متجاوزًا الحدود بين الكائنات والجماد، غير معترف بحدود جغرافية أو عرقية، ومجموعة: "حيوانات أيامنا .. كتاب قصصي" لمحمد المخزنجي من تلك النصوص التي أثرت هذا المجال، وصدرت عن أديب ذي وعي كبير، واهتمام أصيل بقضايا البيئة، وقد أسهمت في تحويل قضايا الحفاظ على البيئة من أقوال العلماء في العلوم البحتة، إلى أعمال الأدباء الفنية، وقد وجهت عتبات النص المتلقي إلى قراءة النص قراءة بيئية، متآزرة مع متنه في بناء الضمير البيئي عند المتلقي، وقد عالج السرد قضايا البيئة، من خلال الثنائيات التي توضح طبيعة الإنسان التي تؤثر مصلحته فقط، وطبيعة الحيوان الغريزية المحافظة على البيئة، ولمّح بحلول لمشكلاتها، من خلال إغراء المتلقي بجمال البيئة تارة، ومن خلال تقديم صور للبشر الذين يعملون على إنقاذ هذا الكوكب تارة أخرى، في قالب فني متنوع، وجه الكاتب فيه عناصر السرد توجيهًا بيئيًّا بطريقة مبتكرة، وبأسلوب أدبي شيق متسم بعمق العلوم البحتة، ومتعة القالب الأدبي، وجمال الأسلوب الفني.