هدَفَ البحث إلى بيان تأثير المناهج الدعوية الثورية التي تثير الناس في الأمور السياسية على الإتْيَان بالعبادات على الوجه الحق الذي يرضي الله عز وجل، وهو هدف نابع من أهمية العبادة في الإسلام حيث أنّ الإنسان مخلوق للعبادة كما أخبر الله تعالى في كتابه، والعبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، فتدخل فيها أمور كثيرة يصعب حصرها، ولأنّ للمناهج الدعوية الثورية تأثيرًا واسعًا على الناس في دينهم ودنياهم لا سيّما مع وجود وسائل التواصل الحديثة التي سهلت الوصول إليهم، وقد أظهر البحث العلاقة العكسية بين هذه المناهج وأبرز صور العبادات في الإسلام، فأظهر أنه في ضوء سلوك هذه المناهج الدعوية الثورية المخالفة للسنّة لا يمكن تحقيق عبادة التوكل، ولا عبادة التوبة، ولا عبادة الصبر، ولا عبادة الشكر، ولا عبادة التحاكم إلى الله ورسوله، ولا عبادة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من النفس والناس أجمعين، ولا عبادة الحب في الله، ولا عبادة الزهد في الدنيا، ولا عبادة لزوم الجماعة، وذلك لوجود التعارض الصريح بين هذه المناهج الدعوية الثورية وبين هذه النماذج من العبادات العظيمة في الإسلام.