تهدف هذه الدراسة إلى معالجة موضوع: (موقف الإمام القرطبي من القراءات الشاذة في تفسيره لسورة البقرة جمعاً وتوجيهاً) ، وتكمن الإشكالية في أن الدراسات السابقة في القراءات الشاذة عند الإمام القرطبي، لم تحظ بالعناية الكاملة، ومنها تفسيره "الجامع لأحكام القرآن"، وقد كان هذا دافعا قويا لظهور هذه الدراسة التطبيقية ولعلها تكون نواة لبداية العمل على تأصيل هذه المناهج التحليلية وتطبيقاتها على كتب المفسرين أمثال العلامة القرظبي-رحمه الله- وأما عن منهجية البحث فقد استخدم الباحث المنهج الاستنباطي، والوصفي، وشملت الدراسة: الحديث عن منهج الإمام القرطبي رحمه الله تعالى للقراءات الشاذة وعرضه لها ونسبته وتوجيهها والاحتجاج لها، واستنباط الأمثلة والشواهد من تفسيره للقراءات الشاذة وتحديد معايير قبوله لها، والوسائل التي يعتمد عليها في تقوية وجوه القراءات، وبيان أثرها الفعال في إيضاح الدلالة التفسيرية والاستدلال الفقهي في مجال الأحكام الفقهية من خلال سورة البقرة، وقد خلـصت الدراسـة للنتـائج التالية: أن الإمام القرطبي رحمه الله اهتم بالقراءات الشاذة جنبا إلى جنب مع القراءات المتواترة، وكان يحتج بالقراءات بآية أو حديث أو شعر وغير ذلك، وكان يدافع عن القراءات ويرجحها، وتبحر الإمام القرطبي رحمه الله في القراءات واللغة العربية، وأخيرا جواز الاحتجاج بالقراءات الشاذة.