تكلمت هذه الدراسة عن تعريف العدل لغة واصطلاحاً، وأن المعاني اللغوية متعددة جداً ومتداخلة، كما أن التعريفات الاصطلاحية متنوعة ومتفاوتة في جملة تفاصيلها، وأن المتقدمين كانت تعريفاتهم دقيقة ومحددة لوضوح المقصد في أذهانهم، على خلاف المعاصرين فقد جاءت بعض تعريفاتهم فيها شيء من الإيضاح والبيان، والشرح والتوسع، إلا أنه بالمجمل كان هناك تقارب كبير بينها. بعد ذلك تكلمت هذه الدراسة عن أهمية العمل بمقصد العدل وتطبيقه في الأحكام والفروع الفقهية المختلفة، وتأثيره على السياسة الشرعية وغيرها، والتأكيد على أن وجوب العمل به جملة وتفصيلاً يكون في كل حكم له علاقة بالعدل، وأن العدل ليست هي المساواة على كل حال بل هي إعطاء كل ذي حق حقه؛ لأن المساواة قد تكون في كثير من الأحيان ظلماً لا عدلاً. وأخيراً ذكر لجملة من الأحكام من سائر الأبواب الفقهية، الثابتة شرعاً والمتقررة سلفاً بأدلتها، والتي تلمّس بعض الفقهاء تحقيق مقصد العدل فيما توصلوا له من أحكام كحكمة شرعية مترتبة على الحكم، وأن هذه الأحكام ما هي إلا مجرد نماذج على الأحكام الفقهية المبنية على اعتبار مقصد العدل من سائر الأبواب الفقهية، ذُكرت في هذا البحث من باب التمثيل والاستدلال والتأكيد، وإلا فالأحكام المبنية على مقصد العدل أكثر من ذلك بكثير وهي منثورة في أبواب الفقه المختلفة.