تُعدُّ الأحاديث المشكلة مِنْ أكثر مسائل الحديث أهمِّية، وتناولَ هذا البحث: (الأحاديث المُشكلة التي ذكر ابن حبان في صحيحه أنَّ أهل البدع شنَّعوا بها على المحدثين)، والتي بلغ عددُها ثمانية أحاديث ذكرها ابن حبان في صحيحه، وفي هذا البحث اعتمدت على عدة مناهج، درست من خلالها الأحاديث المشكلة الواردة ومن أهمِّ النتائج الواردة: أنَّ تعامل ابن حبان مع الأحاديث المشكلة في صحيحه كانَ عن طريقِ الجمع بين الأحاديث بالتأويل، وأنَّ معظم الأحاديث التي أوردها ابن حبان مِمَّا وقع الإشكال فيها كانت مِنْ أحاديث الغيب، ويتفقُ ابن حبان مع جمهور العلماء في منشأ المشكلة في الحديث، فهي لا تعدو أنْ تكون وَهمٌ في تأويله، أو عدمُ معرفةِ أساليبِ اللغة العربية التي كان العربُ يتخاطبون بها، أو لعدمِ معرفة المراد مِنْ كلامِ النبي صلى الله عليه وسلم، فقد يكونُ جوابًا لسؤالٍ أو خطابًا لمُعين، وختامًا لا يشك في السنة إلا جاهل أو حاقد، فالوصول لفهمها ممكنٌ بتوفيق الله، ولا ضَير عند ابن حبان أنْ يوجد بعضُ من لم يوفق لفهم معنى هذه الأحاديث فهو يقول في بعضها: (هذا الخبر من الأخبار التي يدرك معناه من لم يحرم التوفيق لإصابة الحق)، وهو حريصٌ على إرشاده.