لقد بدأت الكثيرُ من شركات الإنتاج الإعلامي السعودية تراهنُ على التخطيط الإستراتيجي كمنهج إداري رائد لتحديد مساراتها المستقبلية، وزيادة قُدراتها التنافُسية، وكَسْب تحديات السباق الإعلامي، والذي تَحكُمُه القُوَى التنافُسية بعناصرها المتنوِّعة ومحدَّداتها المتغيِّرة، إذ تكمُنُ مشكلة الدراسة البحثية في معرفة واقع التخطيط الإستراتيجي للمضمون المرئي والمسموع وعلاقته بالقُوَى التنافُسية لدى شركات الإنتاج الإعلامي السعودية. واستعرض الباحث ومن خلال إطار الدراسة المنهجي مبرِّرات اختياره لهذا الموضوع والفجوة العِلمية التي تُعالِجها الدراسة، وأهميَّتها وأهدافها، مستعرضاً تساؤلاتها وفرضياتها الرئيسة، وقد انطلَق الباحثُ بدراسته الوصفية هذه نظريًّا من مُعْطَيات نموذج "بورتر" لتحليل القوى التنافُسية، مستنداً في ذلك على المنهج الوصفي التحليلي؛ لتحقيق أهداف البحث والتي جمعت بياناتها الأولية من خلال أداتي الاستبانة والمقابلة المتعمقة. وفي الإطار المعرفي ناقَش الباحث التخطيط الإستراتيجي للمضمون الإعلامي المرئي والمسموع، كما تناول مفهوم القُوى التنافُسية وأبعادها وإستراتيجيات الحفاظ عليها، وتعرَّض للتخطيط الإستراتيجي الإعلامي للمضمون المرئي والمسموع والقُوى التنافُسية، مستعرضاً في النهاية النتائج التي توصلت إليها الدراسة، والتي كان من أبرزها أن نحو 75.3%  من المتعاملين مع شركات الإنتاج الإعلامي يفضِّلون متابعة شركات الإنتاج الإعلامي السعودية الخاصة، في مقابل نسبة 24.7% تفضِّل متابعة شركات الإنتاج الإعلامي السعودية الحكومية، وقد أوصت الدراسة بضرورة إجراء الدراسات التحليلية للتعرُّف على توافر عناصر مُقَوِّمات المنتَج الإعلامي المتميِّز وإعداد المقارَنات بينَ ما يُنشَر محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا.