شهدت الدلتا المصرية تغيرات مورفولوجية كثيرة في خط الساحل وحيث تُعد تغيرات خط الساحل أحد التحديات الجيومورفولوجية المؤثرة على التنمية الحضرية في المناطق الساحلية، وتتنوع أسباب هذه التغيرات ما بين طبيعية وبشرية، لذا يُعد تحديد مواقع التغيرات الساحلية وحجمها ومعدلاتها أمرًا ضروريًا لتقييم تأثيرها على التنمية ودعم عمليات اتخاذ القرارات الإستراتيجية. لذا تم استخدام عدد من أدوات التحليل الجيومكاني المختلفة منها تقنيات الذكاء الاصطناعي (Geo AI) في مجال نظم المعلومات الجغرافية، بهدف توفير معلومات دقيقة وفعالة لتحليل التغيرات الزمكانية، كذلك تم استخدام عدة أساليب لتتبع مواقع هذه التغيرات على طول منطقة الدراسة خلال الفترة من 1914م إلى 2024م مثل (Digital Shoreline Analysis Systems, DSAS). وبشكل عام يسهم هذا البحث في تقديم تقديرات لمعدلات تغير خط الساحل وتأثيرها على المناطق الحضرية الساحلية حيث تم استخدام (Geo AI) للتنبؤ بإمكانية تطوير النماذج والمسار الساحلي في المستقبل. كما تم إعداد خريطة دقيقة للمناطق المهددة بتغيرات الخط الساحلي خاصة بعد بناء السد العالي عام 1960م والتغيرات المورفولوجية الناتجة عنه. وتمتد منطقة الدراسة في حيز مكاني عريض بلغت مساحته 16466كم²، قد أشارت نتائج الدراسة إلى وجود معدلات نحت مرتفعة للغاية في العديد من المواقع بلغت نحو 62.1% تقابلها عمليات الإرساب بنسبة 37.9% ولكن في مناطق محدودة وإن كان النصيب الأكبر من مناطق الإرساب في غرب منطقة الدراسة بعكس شرقها التي كانت عمليات النحت بها ذات معدلات أكثر بما يشير إلى وجود حالة من عدم الاتزان النسبي ما بين عمليات النحت والإرساب، وأن هناك حمولة مفقودة من الرواسب لم يتم ترسيبها بالكامل بفاقد بلغ 26.1 كم²، تعتبر حمولة تم ترسيبها في مواقع خارج منطقة الدراسة.