إن موضوع بحثنا هو الزمان والمكان اللذين يحصران بطريقة رائعة مسار لغوي محدد في عمل إلياسون جيردير "على ضفاف نهر ساندا" (2007)  وترجمت في 2019 الى الفرنسية. هدفنا هو تحديد العمليات النصية والخطابية لترسيخ الزمان والمكان والتي تشكل أساس أهداف المؤلف في إنتاج ونقل عمله. تتكون فرضيتنا الأولية من افتراض أن الارتساء الزماني والمكاني يساهم في خلق التماسك النصي للرواية وفي اتباع تخطيط محدد. ثم يتكون نهجنا الإشكالي من إظهار هذه الاستراتيجية. ومن الناحية اللغوية ندرس كيفية وسبب ظهور الأبعاد الزمانية والمكانية في الرواية. تتمثل مهمتنا في الإجابة على ثلاثة أسئلة أساسية: ما الذي يميز الزمانية اللغوية والمكانية في العمل من خلال استخدام التعابير الظرفية، وكيف يتم تنفيذ المعلومات المكانية والزمانية وماذا تكشف لنا؟ بشكل عام، فقد بين لنا التحليل أنواعًا مختلفة من المواقف الموجودة في المكان/الزمان في عالم الراوي: متغيرة أو متطورة؛ واسعة النطاق أو مؤقتة، متتالية زمنيا أو فورية؛ حقيقية أو خيالية. تتبلور القصة زمانيا ومكانيا وفق مجموعة معايير خاصة بمنتجها: الأهداف، الثقافات، أساليب العيش، التقاليد، نوايا الاتصال والتأثير على المتلقي، يحيط به الزمن اللغوي في مجال زمني خاص بتجربته، بحبكة قصته، بخياله؛ كلها معايير أساسية لتحديد هذا الزمن وأساس تعاقب مجمل الأفعال المهمة؛ كل ذلك ضمن إطار مكاني محدد جيدًا. تلعب التعابير الظرفية، خاصة المتعلقة بالزمن، دورًا مهيمنًا في تتبع العوامل اللفظية والسردية المختلفة، وبالتالي تحديد النسيج الخاص والتخطيط العام لروايتنا. استهدف تحليلنا اتجاهين دلاليين مهيمنين. على الرغم من أن التحليل يبدأ من مستوى الجملة، إلا أنه يستهدف البنى الخطابية الاكبر من العبارات (مقاطع أو فقرات)؛ مع إظهار نماذج من الهياكل التي تسود كيفيا نسيج الرواية: تسلسلات بنية التمثيل الخطابي SDRS، وبنية التمثيل الخطابي DRS وبنية الإسناد والأدوار الدلالية وفقا لقواعد الرواية، كما ساعد التحليل النحوي في إظهار موضع كل مكون من الجملة؛ مما يساعد على تحديد توزيعها التركيبي وبالتالي يخدم تحليلنا الدلالي والبرجماتي.