تقدم الدراسة الحالية قراءة نقدية جغرافية لقصائد منتقاة من ديوان "قصائد مختارة: 1947-1997" (2013) للشاعر الأمريكي ألن جنسبرج (1926-1997) والأعمال الشعرية الكاملة (2005) للشاعر المصري والكاتب المسرحي العامي أحمد فؤاد نجم (1929-2013) في ضوء نظرية النقد الجغرافي التي أرساها الناقد الفرنسي برتراند ويستفال (1926) وطور ملامحها روبرت تالي (1969) أستاذ اللغة الإنجليزية وآدابها الأمريكي بجامعة تكساس. والقصائد المختارة هي: "مناجاة الشمس الراحلة" و "أمريكا" و "زيارة الي سوبرماركت في كالفورنيا" لجنسبرج و "رسالة رقم 1 من معتقل طره" و "مصر ياما يا بهيه" و "بابلو نيرودا" لنجم. وقد ساعدت القراءة النقدية التحليلية المقارنة لهذه القصائد الباحث على استنباط ثلاث نتائج جوهرية تتعلق بالبعد الجمالي للنقد الجغرافي في شعر جنسبرج ونجم؛ أولا: النقد الجغرافي ما هو الا فلسفة جمالية تسعي إلي إزالة الفوارق الواهية بين الادب والتاريخ والجغرافيا من خلال توفير أدوات نقدية تساعد الفنان علي نقد الحاضر السياسي من خلال تخيل أماكن ليس لها وجود على الخريطة البشرية؛ ثانيا، لتحقيق هذا الهدف تبني جنسبرج ونجم رؤية شعرية مختلفة حيث اعتمد الأول علي خلق فضاءات شعرية متحررة من بطش الدولة البوليسية أما نجم فقد خلق عوالم ارتحل اليها خيالة  الثأر من قلب المعتقل؛ وأخير وليس آخراً، تؤكد الدراسة المتفحصة لأعمال جنسبرج ونجم الشعرية أنه علي الرغم من كلا الشاعرين ينتميان الي سياق ثقافي مختلف جذريا الا أنهما وظفا فن الشعر لخلق فضاءات جغرافية جديدة تقاوم الإحباط السياسي والظلم الاجتماعي لتزرع بذور الامل.