هدف هذه الدراسة هو استجلاء بعض الظواهر النفسية التي يظهرها الراوي في رواية لا أنام للكاتب إحسان عبد القدوس. ويركز البحث على تدقيق التعريفات النفسية لمثل هذه الظواهر، بما في ذلك عقدة إليكترا والتشتيت والسلوك السادي وعقاب النفس.. إلى غيرها من الظواهر. فمن المستحيل أن نجد عملا سرديا بدون الراوي سواء أكان متكلمًا أو مخاطبًا أو غائبًا، فالراوي هو الذي يقوم بسرد الأحداث، وقد يجعله الكاتب في صورة شاهد مشارك أو غير مشارك في الأحداث التي تتم روايتها من خلاله.
ولأن ما يعنينا هو تتبع البعد السيكولوجي، فإن تصنيف (جان بويون) لطبيعة الراوي، يضحى خير ما يتكئ عليه البحث، نظرًا لاعتماده على البعد المعرفي للراوي في توخيه الكشف عن دواخل الشخصيات، وعن دخيلة نفسه كما يظهر في رواية لا أنام لإحسان عبد القدوس، التي بدا فيها الراوي متحدثا بلسان الشخصية المحورية أو البطلة. ويعتبر تقسيم بويون الأشمل من ناحية الحدود المعرفية للشخصية، ويتسم بكونه أكثر التقسيمات التي توضح بصورة بيّنة علاقة الراوي بالشخصيات الأخرى في الرواية.