تحاول هذه الدراسة تقديم تصور مشروعٍ على صعيد القراءة يحسبه الباحث مدخلا مهما لمقاربة شعر الخصومة السياسية في العصر الأموي؛ فعلى الرغم من كثرة الدراسات النقدية التى رادت حمى القصيدة الأموية، لم أجد معالجة تتناول البنية الدلالية للقصيدة الأموية باعتبارها بنية متحركة غير ثابتة، قادرة على التشكل وفقا لتحولات السياقات المصاحبة، مما جعل الأبعاد الدلالية لأنساقها المضمرة ذات صفة دينامية. ويستنتج الباحث بعد المطالعة الكشفية وتحليله للأنساق الثقافية فى بعض النماذج الشعرية في القصيدة الأموية، أن النسق المضمر فى النص الشعري لا يتخذ دلالة أحادية المعنى، لكنه يبدو حاملا لأنساق دلالية متعددة، مما يجعل النص الشعري بنية افتراضية نسقية وسيرورة نفسية واجتماعية وثقافية، ومن ثمّ يأمل الباحث ـ من خلال هذه الدراسة ـ  قراءة الحياة الثقافية/الأدبية للحزب الشيعي باعتباره أحد الأحزاب السياسية في العصر الأموي قراءة تكشف مرجعيتها ومكوناتها الثقافية والأيديولوجية خاصة فيما يتصل بالمنتج الشعري لهذا الفريق.