تواجه المجتمعات المعاصرة العديد من التحديات العالمية في مجالات مختلفة, وعلى مستويات متعددة , وهي تحديات لا يمكن التعامل معها إلا من خلال التعاون العلمي الدولي, والانفتاح على العالم . انعكس ذلك في نظام البحث العلمى ؛ حيث دخل حقبة جديدة من التصميم , والتنفيذ, فظهرت حركة تتجمع في ظلها المصطلح الشامل " العلم المفتوح" هدفها جعل البحث العلمى أكثر شفافية , وفعالية , وتعاونية , ومتاح للجميع, وللوهلة الأولى يبدو أنه من البديهي أن يتقبل المجتمع الأكاديمى مبادئ العلم المفتوح دون قيود إلا أنه في الممارسة العملية قد ظهرت مجموعة من التناقضات , والإشكاليات الأخلاقية ؛ مما يؤدى إلى استمرار افتقار البحث العلمى في مجال العلوم الإنسانية إلى الشفافية , والنزاهة , والموثوقية.
وفي ضوء ذلك هدفت الدراسة إلى معالجة الفجوة في المعرفة حول ممارسة العلم المفتوح في مجال العلوم الإنسانية , والكشف عن التحديات التي تعالجها الممارسة مع تقدير الفرص , والقيمة التي يمكن أن يجلبها , وتعرف مدى إيفاء طبيعة أخلاقيات البحث في مجال العلوم الإنسانية بمتطلبات تحقيق العلم المفتوح , مع استعراض بعض التجارب العالمية في ممارسة العلم المفتوح ؛ بغية صوغ رؤية نقدية حيال بعض الإشكاليات نتيجة ضعف الملاءمة بين الممارسة, وأخلاقياتها.