استهدفت الدراسة الحالية بناء برنامج قائم علي نظرية الذكاء الناجح ومعرفة أثره علي تنمية مهارات التفكير الإيجابي لدي طلاب شعبة الفلسفة والاجتماع بكلية التربية، وتكونت مجموعة الدراسة من (36) طالب وطالبة ، وتمثلت أدوات الدراسة في اختبار مهارات التفكير الإيجابي (إعداد الباحثة). وتم تطبيقه قبليًا وبعديًا، وتوصلت نتائج الدراسة إلي وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات الطلاب في التطبيقين القبلي والبعدي لاختبار مهارات التفكير الإيجابي ككل، وفي كل مهارة من مهاراته، وتوصي الدراسة بضرورة الاهتمام بمهارات التفكير الإيجابي ودمجها في المراحل التعليمية المختلفة، وضرورة تدريب الطالب المعلم علي إجراءات استخدام نظرية الذكاء الناجح داخل الفصول الدراسية لما تحققه من أهداف تربوية منشودة.

يتسم العصر الحالي بالتطور العلمي والتقدم المعرفي الهائل في جميع مجالات الحياة، مما يتطلب تنمية مهارات التفكير، وتنمية قدرات الأفراد لإعداد عقول متفتحة، قادرة علي مواجهة تحديات الحياة، مما يحتم علينا تطوير منظومة العملية التعليمية لمواكبة تلك التغييرات.
ويعد تعليم التفكير من السمات المميزة للشعوب المتقدمة؛ نظراً لأهميته كعملية عقلية راقية في تطور الفرد وتقدم المجتمع على حد سواء، فقد حظي باهتمام الكثيرين من الفلاسفة والمفكرين منذ قديم الزمان، ولا يزال موضع اهتمام الباحثين والتربويين كما ظهر هذا الاهتمام على صورة برامج تدريبية لتعليم التفكير، انطلاقًا من فرضية أن العقل الإنساني يعتبر وعاء للتفكير