في سياق تنامي الأدبيات البحثية التي تربط بين التغير المناخي والإرهاب، انطلقت هذه الدراسة من افتراض أن ثمة روابط بين التغير المناخي والإرهاب وحركة التنظيمات الإرهابية، وبناء على ذلك الافتراض، طرحت الدراسة عددًا من التساؤلات منها: ما الروابط بين التغير المناخي والإرهاب وتنظيماته المختلفة، وكيف يمكن للإرهاب أن يستفيد من التأثيرات المحتملة للتغير المناخي؟ وحاولت الدراسة أن تختبر افتراضها النظري من خلال رؤية عدد من الخبراء والمتخصصين في موضوع الدراسة، وبلغ عددهم (15) خبيرًا، وتم جمع البيانات من خلال دليل المقابلة المتعمقة، وأكدت نتائج الدراسة على أن التغير المناخي والإرهاب يعتبران تهديدين عالميين، وكل منهما يؤدي إلى العديد من التهديدات الخطيرة، وفيما يتصل بالروابط بين التغير المناخي والإرهاب وتنظيماته المختلفة، أكدت نتائج الدراسة على وجود اتجاهين: الاتجاه الأول: يؤكد أصحابه على روابط ضعيفة وغير مباشرة بينهما. أما الاتجاه الثاني: يؤكد أصحابه على أن هناك روابط محتملة ومباشرة بين التغير المناخي وتداعياته المختلفة وتطور الإرهاب وتنظيماته. وأوصت الدراسة بضرورة أن تتبنى الدول عامةً مجموعة من السياسات أو الإجراءات والآليات الاستباقية، التي يمكن من خلالها الاستعداد لتداعيات التغير المناخي، والحد من استفادة التنظيمات الإرهابية من هذه التداعيات، علاوة على ضرورة إجراء المزيد من البحوث العلمية بهدف تحسين جودة البيانات المتاحة حول الروابط بين التغير المناخي والإرهاب.