تُعد فرصة المشاركة في الأنشطة السياسية هي جوهر الحياة في مجتمع عادل وديمقراطي؛ لذلك يركِّز هذا البحث على الوقوف على مستوى المشاركة السياسية للأشخاص ذوي الإعاقة، ورصد التحديات والعوائق التي تحول دون مشاركتهم، والتعرف على الفرص وآفاق المستقبل من البرامج والسياسات. وقد توسَّل هذا البحث بمنهجية أنثروبولوجية كيفية ارتكزت في جمع البيانات على أداة المقابلات شبه الموجهة، وتمَّ اختيار المشاركين من ثلاث فئات: (ضِعاف البصر، وضِعاف السمع، وضِعاف الجسد)، باستخدام أسلوب عينة كرة الثلج، ثم تمَّ فحص المقابلات باستخدام التحليل الكيفي في سياق الأدبيات ذات الصلة والنماذج الطبية والاجتماعية للإعاقة، وتوصلت الدراسة إلى العديد من النتائج أهمُّها: أن مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في السياسة كانت في حدها الأدنى؛ حيث إن الحواجز الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والمادية عاقت مشاركتهم في الأنشطة السياسية، وكشفت النتائج أن العقبات الأكثر شيوعًا كانت: ضعف التواصل، ومواقفهم السلبية تجاه السياسة والسياسيين، والبيئات المادية التي لا يمكن الوصول إليها، والفقر والتعليم الرسمي المنخفض، وكشفت الدراسة أيضًا عن الفرص التي من أبرزها التشريعات القانونية، والمبادرات الوطنية.