جاء القرآن الكريم بمنهج كامل متكامل، تتعاون فيه عقائده مع عباداته ومعاملاته؛ لهداية البشر، ومن يطبقه بإخلاص يجمع ما بين معالي الأخلاق وتمام الأعمال، التي تعود بالنفع عليه وعلى مجتمعه.    والمكذبون بالدّين فضلا عن سوء اعتقادهم وتضييعهم لحقوق الخالق تعالى، تميزوا بصفات سيئة وسلوكيات غير قويمة، تتعارض مع المصلحة العامة للمجتمع؛ وبخاصة فئة الضعفاء الذين يحتاجون إلى الاحتواء والمعاونة؛ وذلك لتكذيبهم بيوم الحساب والجزاء.   ومما يؤسف عليه أن نجد عددا غير قليل من المنتمين إلى الدّين الإسلامي، بعيدين كل البعد عن المفهوم الحقيقي للإيمان؛ وذلك لعدم إخلاص نياتهم لله تعالى في عباداتهم، ولفساد معاملاتهم مع الأفراد والجماعات وتعديهم على حقوق غيرهم، وهذا هو الذي دفعني لكتابة هذا البحث، وهو تحذير أمثال هؤلاء المسلمين من تلك السلوكيات الخاطئة، التي تتعارض مع أصول الدّين، وتقربهم من صفات المكذبين بيوم الدّين، وإرشادهم إلى ضرورة ربط سلوكياتهم وعاداتهم بعقيدتهم.   وقد ركز هذا البحث على تناول أوصاف المكذّبين بالدّين وعقوباتهم، تم تناول أهم السلوكيات الاجتماعية للمكذبين بالدين في تعاملاتهم مع الناس، وأتممت البحث ببيان أهم تعاملات المكذبين بالدّين مع الله تعالى، وقد تمت معالجة البحث على ضوء الدراسة الموضوعية، التي تربط مباحث البحث ومطالبه بواقع المجتمع الإسلامي المعاصر ومستجداته، ومحاولة تقديم الحلول الرشيدة على مائدة القرآن الكريم.