يتناول هذا البحث مقالات إبراهيم ناجي بالدراسة من خلال التعريف بالمقال لغة واصطلاحا، وكذلك التعريف بالكاتب وأسباب اتجاهه للنثر، وعلاقة هجوم بعض النقاد عليه بعد صدور ديوانه وراء الغمام باتجاهه للكتابة في النثر، واتبع الباحث في هذه الدراسة المنهج الوصفي واستعان ببعض المناهج الأخرى كلما اقتضت ضرورة التحليل، وتمت الدراسة من خلال تحليل المقالات في ضوء أربعة محاور، يسبقها مقدمة ومدخل، ويعقبها نتائج البحث وخاتمته، وكانت المحاور كما يلي: المحور الأول: مقالات ناجي بين الإبداع النثري والشعري. المحور الثاني: أنماط مقالات إبراهيم ناجي. المحور الثالث: البناء الفني للمقال عند ناجي. المحور الرابع: البناء الحجاجي للمقال عند ناجي. وتوصل البحث لمجموعة من النتائج، منها أن اهتمام ناجي بالنثر كان مبكرا، ولم تكن أزمة ديوانه وراء الغمام وهجوم بعض النقاد عليه سببا مباشرا لهذا التحول للإبداع النثري، بل ثبت بالدليل أن كتاباته النثرية كانت في زمن متقدم عن تلك الحادثة بوقت ليس قصيرا، ولم ينقطع ناجي عن الكتابة في النثر حتى أن آخر مقال كتبه كان قبل وفاته بقليل، كما تبين أن المقالات حملت أفكارا مختلفة تنوعت بين التعبير الذاتي والموضوعي، وكانت الغلبة للمقالات الموضوعية التي عكست ثقافته العلمية في العرض والمناقشة، وبلغ عدد المقالات التي كتبها ناجي وفق ما حصره محقق أعماله النثرية ثلاثين مقالا، وأضافت عليها نعمات فؤاد ست مقالات لم يشر إليها حسن توفيق في الأعمال النثرية الكاملة، وتم رصد آليات للحجاج والإقناع في المقالات، وكان الحجاج فيها فاعلا مهما في مسألة إقناع المتلقي بما تناوله ناجي في مقالاته، وكان ذلك من خلال: الاستفهام، والبراهين، والاستشهاد بآراء الآخرين.