يمثل التعليم الفنى ركيزه أساسية فى تنمية المجتمعات وتقدمها من خلال تحقيق التنمية البشرية بإعداد القوى العاملة المدربة والمؤهلة مهنيًا وتقنيًا ورفع مستوى أدائهم وتزويدهم بالمعرفة والمهارات والمواقف المهنية المتطورة التى تجعلهم عاملين محترفين قابلين للتكيف بمرونة مع متطلبات التوظيف؛ وذلك من خلال التركيز على التعليم المبني على الجدارات المهنية الذى يتناسب مع المتطلبات المهنية المتغيرة والاتجاهات الحديثة فى سوق العمل. وعليه فإن هناك حاجة إلى تطبيق التعليم المبنى على الجدارات بأعتباره أسلوب تعليمى يعتمد على النتائج ويمكّن الطلاب من تحقيق التطور والنمو الشامل بناءً على قدرتهم على التعلم أو إتقانهم لمهارة ما بالسرعة التي تناسبهم فى البيئة التعليمية المتنوعة؛ الأمر الذى يؤدى إلى تحسين كفاءة الطلاب في التعلم باستخدام عرض المهارات والمعرفة والقيم والمواقف التي تساعدهم في مواقف الحياة الواقعية ليصبحوا متعلمين مدى الحياة بعد حصولهم على شهاداتهم.  ويشير التعليم المبنى على الجدارات المهنية في سياق البحث الحالي إلى أنه: أسلوب تعليمى يسعى إلى تحقيق التطوير الشامل للطلاب من خلال تكوين بيئات تعليمية حقيقية لتطبيق المعرفة والمهارات والسلوكيات والمواقف النظرية وربطها بالممارسات الفعلية ببيئة العمل وتدريب الطلاب بشكل أفضل على القيام بالمهام التى تتطلبها الوظائف والمهن المعينة مع ضرورة تقييمهم للتأكد من استيفاء معايير الجدارة المهنية للوصول إلى مستوى الاتقان والتميز فى أداء المهنة المحددة؛ الأمر الذى يؤدي إلى تيسير الانتقال من بيئة المدرسة الفنية إلى سوق العمل ويحقق لخريجي التعليم الفنى التنافسية فى الأسواق المحلية والعالمية. وعليه هناك العديد من الأبعاد التى يشتمل عليها التعليم المبنى على الجدارات المهنية بالمدرسة وتساعد فى إصلاح التعليم الفنى وتغير الصورة النمطية له وسد الفجوة بين مخرجات التعليم الفنى ومتطلبات واحتياجات سوق العمل المتغيرة؛ بما يعزز سمعة المدرسة الفنية ويحقق أهدافها ويجعلها قادرة على الحفاظ على وضعها التنافسي، ومن بينها: تحليل بيئة العمل، والتدريب المبنى على الجدارة، والتقييم المبنى على الجدارة. وقد تمثل هدف البحث الحالى في الوصول إلى آليات مقترحة لتحقيق المتطلبات الإدارية لتطوير التعليم المبنى على الجدارات المهنية بالمدارس الثانوية الفنية بجمهورية مصر العربية، وتحقيقا لهذا الهدف اعتمد البحث على المنهج الوصفي.