في سياق الجامعات، يضم المتخصصون في شئون التعليم والطلاب مجموعة متنوعة ومعقدة، تشكل حزمة من الخلفيات التعليمية المتنوعة في مجالات الإرشاد والإدارة وتطوير الطلاب، وبالتالي فهم مسئولون عن ضمان حياة وتعليم طلاب في بيئة نموذجية. ونظرًا لتعقد العمل وصعوبته بأقسام شئون الطلاب في الجامعات، لم يعد من المستغرب تعقد عملياتها في تكوين موظفيها وقيادتها، حيث تتطلب معظم المؤسسات مستوى عال من التوظيف ومعايير الاختيار ومستوى عال الأداء، وهو ما يتطلب مستوى عالٍ من الكفاءة لتكون فعالة، ومن ثم يتحملون مسؤولية كبيرة في الحفاظ على تحقيق جودة عالية وتقديم خدمات ضرورية للطلاب، إضافة إلى تحمل المسئولية عن الإدارة اليومية لعمليات الحياة الطلابية، ومن هنا يمثل أداء قيادات شئون التعليم والطلاب على اختلاف مستوياتهم مكونًا حاسمًا في المجتمع الجامعي. ولذا تبذل الجامعات العديد من الجهود لرفع مستوي أداء قيادات شئون التعليم والطلاب، وتنمية وتحديث القدرات والمهارات الإدارية، بما يمكنهم من احداث التغيير المستهدف، وتطوير الخبرات الذاتية في مجال العمل الطلابي، من خلال العديد من مداخل التحسين وفي مقدمتها القيادة الخادمة. ومن هنا، تتضح حاجة الجامعات المصرية - بصفة عامة وجامعة العريش بصفة خاصة- إلى توظيف أسلوب القيادة الخادمة في تحسين أداء قيادات شئون التعليم والطلاب، حيث يوفر هذا النمط القيادي العديد من الإيجابيات التي أصبح وجودها ضرورة في العمل الجامعي في مصر اليوم، خاصة في ظل سعي البلاد نحو تحقيق تطلعات رؤية 2030 الطموحة، والتي تضع الارتقاء بمستوي جودة مخرجات التعليم الجامعي ضمن أولوياتها الرئيسة. وقد اعتمد البحث على أسلوب دراسة الحالة كأحد فنيات المنهج الوصفي((Descriptive Approach، ، حيث يتم من خلاله دراسة شاملة مستعرضة، ومحاولة منظمة لجمع البيانات وتحليل وتفسير وتقرير الوضع الراهن في بيئة محددة ووقت محدد، وقد توصل في نهايته إلى مجموعة من الآليات المقترحة لتحسين أداء قيادات شئون التعليم والطلاب بجامعة العريش في ضوء القيادة الخادمة.