على الرغم من المسافة الجغرافية بين مصر واليابان، إلا أنه يمكننا القول إن البلدين تجمعهما بعض القواسم المشتركة، فكلا البلدين يتمتعان بتنوع النظام البيئي الطبيعي، ويمكننا القول أنه منذ القدم لعبت الطبيعة دورًا هامًا في تشكيل المعتقدات الدينية والشعبية في كلا البلدين. من ثم، نجد أن كلا البلدين لديهما سجلاً حافلاً بالأساطير والخرافات المتعلقة بالطبيعة وعناصرها المختلفة، كما أن تاريخ كلا البلدين يضم الكثير من الاحتفالات والطقوس الدينية التي ارتبطت بشكل أساسي بتغير فصول السنة.
علاوة على ذلك، كان للنباتات مكانة وأهمية خاصة عند الشعب المصري والشعب الياباني منذ القدم. وبالحديث عن الأشجار المصرية يتبادر إلى أذهاننا أشجار الأكاسيا وأشجار الجميز وأشجارالبرساء،ولكن لا يمكننا تجاهل شجرة الصفصاف، التي تم تبجيلها كشجرة مقدسة منذ الحضارة الفرعونية القديمة. في المقابل عندما نفكر في الأشجار اليابانية يتبادر إلي أذهاننا أشجارالسرو والصنوبر والكستناء، ولكن من بين هذه الأشجار تحتل أشجار الكرز مكانة خاصة عند للشعب الياباني، وحتى وقتنا هذا لا يمكننا الحديث عن موسم الربيع في اليابان دون ذكر أزهار الكرز.
تهدف هذه الدراسة إلى استكشاف رمزية شجرة الصفصاف المصرية وشجرة الكرز اليابانية في المعتقدات الدينية والثقافية لكلا البلدين.علاوة على ذلك، تسعى الدراسة إلى توضيح أوجه التشابه والاختلاف بين هاتين الشجرتين وذلك بالمقارنة بين رمزية كلاهما . من هذا المنطلق نجد أن هذه الدراسة تسعى إلى تعزيز فهم المعتقدات الدينية والفلكلورية في كلا البلدين وإثراء الدراسات المقارنة بينهما مما ينتج عنه تعزيز الروابط والعلاقات بين البلدين.