يتناول هذ البحث الدور الإصلاحي لعلماء خراسان في المجتمع في الفترة منذ بداية العصر السلجوقي وحتى الغزو المغولي لاقليم خراسان (429-618ه/1037-1221م)، وإبراز دورهم الاجتماعي في الاهتمام بالرعية واصلاح أحوالهم، ولم يهتم علماء خراسان بالإصلاح الأخلاقي للمجتمع فقط وهداية الناس إلى الطريق المستقيم، بل اهتموا بإصلاح أحوال الرعية الاقتصادية وتحقيق التكافل الاجتماعي ومساعدة الفقراء، وحل المشكلات بين أفراد المجتمع، والقضاء على الخصومات، وذلك من أجل تحقيق استقرار المجتمع، والمحافظة على إزدهاره.
ولذلك، فقد تم تناول هذا البحث من خلال مبحثين، فالمبحث الاول يتضمن دور علماء خراسان في الإصلاح الاخلاقي من خلال الوعظ والإرشاد ويشمل هذا المبحث جهود علماء خراسان في عقد مجالس الوعظ وهداية الناس إلى الطريق المستقيم، كما يشمل مواجهتهم للسلوكيات الاجتماعية الفاسدة لكل من السلاطين والرعية ودورهم في القضاء عليها، و المبحث الثاني يتضمن دور علماء خراسان في الإصلاح الاقتصادي والتصدي للمظالم، ويشمل هذا المبحث جهود علماء خراسان الاجتماعية في التصدي للفساد الاقتصادي للحكام والمسؤلين، وإسقاط الضرائب عن الرعية، وضبط الأسعار، وإنفاق الصدقات والاموال من أجل مساعدة الفقراء وتحقيق التكافل الاجتماعي، كما يتناول هذا المبحث دور العلماء في عقد مجالس المظالم من أجل نصرة المظلوم وإعادة الحقوق لإصحابها، وحل المشكلات، مما أدي إلى استقرار الحياة الاجتماعية.