الملخص:
يعد الفكر الليبرتاري من الأتجاهات الحاضرة والمؤثرة في الفكر السياسي الأمريكي المعاصر، وعلى الرغم من أن جذور نشأته تعود الى نهاية القرن التاسع عشر لكن نضوجه السياسي لم يظهر إلا في منتصف القرن العشرين، إذ تنوعت مدارسه الفكرية وإنقسمت لعدة أيديولوجيات، والتي ناقشت العلاقة الشائكة بين الفرد والسلطة من منطلق تعظيمها الكبير للحرية في مقابل إختزالها لمكانة السلطة الى الحد الأدنى، وحددت صلاحياتها بإقامة ورعاية المؤسسات العامة وتقديم الحماية الأمنية، ووفق منظورها هي فانها لاتثق بسياسة الحكومة لأنها تستغل قدراتها وتشريعاتها لتحقق أهدافها فتمارس الإكراه القانوني لسلب أو تحجيم الحقوق والحريات العامة، مما يؤدي لخلق حالة من الصراعات المجتمعية غير المباشرة تهدد إستقرارهم، ويعد فكر اليمين الليبرتاري الأكثر إنتقاداً للسطة والأشد تعارضاً مع توجهاتها وأستطاع الحفاظ على مكانته داخل الأوساط الشعبية والرسمية، لأستمراره بتطوير طروحاته السياسية من منطلق ثوابته الفكرية لتتواءم مع متطلبات الواقع، مما وسع من فاعلية تأثيره على الرأي العام الأمريكي ومسار سلوكه السياسي في القرن الحالي.