الإنفلات الأخلاقي يصيب مجتمعنا الذي كان عماده هو التدين والقيم والأخلاق والعادات والتقاليد التي تحث على احترام الكبير والعطف على الصغير ومد يد العون لأي سائل وكان ينأي أي شخص عن التعرض للغير بما يؤذيه والسخرية منه وصولاً للحط من كرامته أو إنسانيته، إلا أن تلك الأخلاقيات والمباديء تكاد أن تكون قد أندثرت والتنمر هو أحد تلك الأسلحة الفتكة التي تعصف بقيم المجتمع، وعليه فإن ورقتنا البحثية عن التنمر محررة بصورة قانونية مبسطة تتيح للقانونيين والغير قانونيين التعرف على ما لهم من حقوق وما يفرض عليهم من إلتزامات بشأن أمر التنمر، وذلك بالتعرض أولاً لماهية التنمر، ثم تأصيل أمر تحريم التنمر في الإسلام، إلى جانب بيان أنواعه التي تشمل التنمر المدرسي، الأسري، في العمل، الإلكتروني، في مجال السياسة والإعلام، الجسدي وأخيراً التنمر اللفظي، بالإضافة إلى أستبيان أسباب التنمر، وآثاره على الضحايا وعلى المتنمرين أنفسهم، كما وجب إستيضاح القوانين المطبقة على التنمر في القانون المصري والقوانين المقارنة والتطبيقات من السوابق القضائية في هذا الأمر، وأخيراً النتائج والتوصيات لعلاج ظاهرة التنمر من خلال تعزيز الثقة بالنفس، الوعي الأسري، الوعي الديني، المراجعة الطبية عند اللزوم والإجراءات القانونية.