هدف البحث الراهن الكشف عن أبرز العوامل الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية التي ساهمت في ارتفاع مستوى الغلاء المعيشي؛ كمتغير مستقل، وأحدثت العديد من التداعيات الاجتماعية والاقتصادية على محدودي الدخل بالمجتمع المصري، والتي قد تعاني بشدة من الغلاء المعيشي بمجتمع البحث؛ نتيجة أوضاعها الاقتصادية، والثقافية، والمهنية المتدنية كمتغيرات تابعة. وقد اعتمد البحث على المنهج الوصفي، وتطبيق أداة الاستبيان على عينة من الموظفين العاملين بالدولة، وبعض الباعة المتجولين في الشوارع، وبعض الذين يقل دخلهم الشهري عن 6000 جنيه بمركز ومدينة كفر الشيخ قوامها500 مفردة. وقد خرج البحث بعدة نتائج؛ أبرزها: أن من أبرز عوامل الغلاء المعيشي: العوامل الخارجية المتمثلة في اقتصاديات الحرب، وتداعيات فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي، وزياد الاتجاه إلى الاستيراد من الخارج ، وكذلك نتيجة عوامل داخلية تتصل بسياسات الدولة في التعويم، والسوق الحر، وضعف الرقابة الحكومية على الأسعار وضبطها، وهو ما دفع إلى احتكار التجار للسلع والعملات، وهيمنة السوق السوداء في السيطرة على السلع والخدمات، وساهم في التضخم، وهو ما عانى منه وبشدة فئة محدودي الدخل بمجتمع البحث، خاصة ممن يقيمون بالمناطق الحضرية، وتجلى ذلك في الارتفاع المتزايد في متطلبات المعيشة الضرورية من غذاء، ومسكن، وتعليم، وصحة، ومرافق، وخدمات، وبالتالي تحدث تداعيات اقتصادية واجتماعية خطيرة تمثلت أغلبها في ازدياد حدة العنف، والشجار، والتفكك داخل محيط الأسرة وخارجها، وانتشار الأمراض المزمنة؛ نتيجة العوز، والفقر، وضعف الحماية الاجتماعية، خاصة لمحدودي الدخل. وقد خرج البحث بعدة مقترحات؛ أهمها: وجود رقابة صارمة على الأسعار من جانب الحكومة، والتوسع في إنتاج المحاصيل الزراعية الاستراتيجية والصناعات المحلية بدلًا من الاستيراد عن طريق غزو الصحراء وتعميرها، وإنشاء العديد من المدن الصناعية بالمناطق الصحراوية.