الغرض من بحثنا هو بيان مفهوم جريمة البغي کجريمة سياسية، مع توضيح أرکانها وشروطها والعقوبة التي توقعها الشريعة الإسلامية على أهل البغي، کما يدور البحث أيضًا حول مدى أحقية البغاة في ضمان ما أتلفوه لدى أهل الإسلام، وهل يحق لهم ضمان ما أتلفوه لأهل الإسلام أم لا يحق لهم ضمانه؟ کما يدور البحث أحقية أهل البغي من رعاية ولي الأمر لهم أم لا يحق لهم تلک الحماية في النفس والمال؟ وأيضًا أوضحنا في البحث الطرق التي يمکن لأهل الإسلام استخدامها لمحاربة أهل البغي، وهل يتم قتالهم بالوسائل والأدوات التي تستخدم لقتال المشرکين أم يتم استخدام أساليب أخرى معهم لأنهم أهل إسلام ولم يخرجهم الفقهاء من ملة الإسلام؟
وأوضحنا أيضًا أن القرآن الکريم أمرنا بالتعامل مع أهل البغي بأسلوب التحاور والتشاور، ومحاولة إقناعهم في رجوعهم عن الخروج على ولي أمرهم، فإنْ رجعوا فقد نهى عن قتالهم؛ لأن الغرض من قتال أهل البغي ليس قتلهم بل الغرض هو ردهم لطاعة ولي أمرهم، لذلک فلا يعامل أسراهم معاملة أسرى المشرکين، ولا يُقتل مريضهم أو جريحهم، ولا تُسْبَى نساؤهم، ولا يقتل شيوخهم وأطفالهم، کما تناولنا أيضًا في بحثنا الفرق بين جريمة البغي کجريمة سياسية وغيرها من الجرائم الأخرى مثل الجريمة الإرهابية وجريمة الحرابة.