تنمو زهرة الکرز" الساکورا" في العديد من دول العالم، ولکن هذه الزهرة تعتبر من أهم رموز الثقافة اليابانية. عندما نذکر زهرة الکرز أول ما يتبادر إلى أذهاننا هو موسم الربيع في اليابان. فقد ارتبطت زهرة الکرز منذ القدم ارتباطا وثيقا بالثقافة، والفکر الياباني، وتطور هذا الارتباط على مر العصور، ومعه تطورت صورة زهرة الکرز ورمزيتها، وکان من الطبيعي أن تنعکس هذه الصورة بدورها في الأدب الياباني بصوره المختلفة ليصبح هذا الأدب بمثابة الشاهد على تطور رمزية زهرة الکرز على مر العصور.
هناک العديد من الأبحاث التى اهتمت بدراسة صورة زهرة الکرز في الأدب الياباني، وذلک من خلال اختيار أحد الأعمال الأدبية، وتحليل صورة أزهار الکرز في هذا العمل الأدبي، ولکن قليل فقط من هذه الأبحاث اهتم بدراسة مراحل تطور صورة زهرة الکرز في الأدب الياباني على مر العصور.هنا يأتى دور هذا البحث الذي يرکز فيه الباحث على رسم صورة شاملة لمراحل تطور صورة زهرة الکرز في الأدب الياباني الکلاسيکي بدءا من فترة نارا (710 م.-794 م.) وصولا إلى فترة إيدو (1603-1868 م.) ، وذلک من خلال عرض و تحليل النماذج الأدبية لزهرة الکرز في الأعمال الأدبية المنسوبة لهذه الفترات .
کما يسعى أيضا الباحث في هذه الدراسة إلى تحديد الخصائص الأدبية لرمزية زهرة الکرز في الأدب الياباني الکلاسيکي، هذه الرمزية التي تضم جانبين متناقضين، فهناک الرمزية الإيجابية أي الصورة المشرقة المفرحة لزهرة الکرز الجميلة، وهناک أيضا الرمزية السلبية أي الصورة القاتمة الحزينة التي تنبع من جمع زهرة الکرز- التي لا تتجاوز فترة تفتحها الأسبوعين- بين الجمال وقصر العمر.