المستخلص:
شغل موضوع الردة اهتمام كثير من المؤرخين القدامى والمحدثين، فالردة كانت ولاتزال حدثاً يفرض وجوده في المجتمعات الإسلامية، وهي وإن كانت اتخذت مساراً جماعياً في عهد أبي بكر الصديق إبان الحركة الكبرى التي هددت الدولة الإسلامية الناشئة إيما تهديد، فإنها اتخذت مساراً فردياً فيما تلي ذلك من عصور حتي عصرنا الحاضر، وإن كانت قد بدأت إرهاصاتها في واقع الأمر منذ عهد الرسول ﷺ .
وقد تعددت أسباب الردة الفردية لكونها قائمة على الفرد ذاته،الذى ينفرد بكيانه وجوهره وسمات شخصيته ومستوى إدراكه وتفكيره فضلاً عن مؤثرات بيئته وظروف حياته عن غيره، فكانت الردة عن الدين بسبب الشك أو عدم الاقتناع بالدين الإسلامي أو الوقوع في أسر العدو أو العشق أو كثرة الاختلاف في الدين أو الممارسات الخاطئة لبعض الحكام أو رفض تطبيق الحدود الشرعية أو خوفاً من القتل.
ومع تنوع أسباب الردة الفردية تعددت أنماطها وأشكالها ما بين ردة ظاهرة وردة باطنة وردة قولية وردة قسرية وردة مذهبية وردة ادعائية وغير ذلك مما يستدل به على تباين مظاهرها وأنواعها.
وفي الواقع فإن الردة الفردية وإن كانت أقل تأثيراً علي المجتمع الإسلامي من نظيرتها الجماعية، إلا أنها قد تشكل تهديداً لكيان هذا المجتمع فهى تفت في تماسكه وترابطه، وقد تهدد أمنه وسلامته من خلال سعي بعض أفرادها إلي تحقيق الهدف المنشود فى تفكيك المجتمع المسلم وتدميره.
وقد اتسمت مواقف الخلفاء المسلمين تجاه المرتدين بالتباين والاختلاف، فبعضها اتسم بالشدة والصرامة، وبعضها الآخر كان يغلب عليه المرونة وتخفيف العقوبة، وذلك فى حدود الصلاحيات التى منحها الإسلام لولى الأمر فى هذا الشأن.
الكلمات المفتاحية : ردة – فردية - مجتمع إسلامي – مرتد .