ملخص البحث:
يعد البابا شنودة الثالث أحد أبرز من التحقوا بخدمة الکنيسة القبطية، فقد وجد في نفسه الشجاعة والقدرة على الإصلاح وإخراج الکنيسة من عزلتها، وعندما جلس على کرسي مارمرقس کان معه مشروعه الفکري والاجتماعي المتميز الذي قام بتکريسه لخدمة الکنيسة لتصبح مؤسسة دينية قادرة على الانفتاح والتواصل مع متطلبات العصر، وهو أحد مؤسسي الاتجاه الکنسي الشمولي الذي يرى أن المسيحية دين ودولة وأن الکنيسة مکلفة بأن تقدم حلولاً لکل المشاکل وأجوبة لکل الأسئلة المتصلة بالدين والدنيا لذا کانت آراؤه السياسية تتسم بالطابع المباشر، فقد رغب منذ وصوله إلى الکرسي الباباوي في القيام منفرداً بدور الممثل الديني والسياسي للأقباط، وفي عصره تنامى دور الکنيسة فصارت علاقة الأقباط بالدولة تمر عبر کنيستهم وتخضع للعلاقة بين البابا ورئيس الدولة إن کانت ودية أو کانت تصادمية.
ويتناول هذا البحث نشأة البابا شنودة منذ ولادته وظروف تکوينه العلمي والثقافي وصولاً إلى بداية اهتمامه بدراسة الدين المسيحي ونشاطه في مدارس الأحد ثم التحاقه بالرهبنة في دير السريان حتى رسامته أسقفاً عاماً للتعليم، ثم التطرق إلى العلاقة بين الرئيس جمال عبدالناصر والبابا کيرلس السادس.
کذلک عرض لبدايات ظهور التيار الجديد من الشباب الجامعي داخل الکنيسة المصرية وظهور دور الأنبا شنودة خلال تواجده بالکاتدرائية أسقفاً للتعليم وأسباب صدامه مع البابا کيرلس، وتناول البحث کذلک وفاة الرئيس جمال عبدالناصر وتولي الرئيس السادات رئاسة الجمهورية، ثم وفاة البابا کيرلس ومراسم تولى البابا شنودة کرسي الباباوية وما أحاط بها من إجراءات کنيسة، ورأي السادات وبعض السياسيين في البابا الجديد، ثم تناول بدايات الظهور السياسي للبابا شنودة ورأي الأب متى المسکين في تدخل الکنيسة في السياسة.