يبدوا لوهلة ما أنه تم الإفراط في استخدام مصطلح "أزمة الهوية" إلى حدِ ليس بقليل، ولكن في واقع الأمر، مسألة الهوية لا تزال قيد البحث والتعريف. لم يعد للهوية مفهوم ثابت أو، بمعنى أدق، أصبح من المقبول جداً للهوية أن تكون بعيدة عن الثبات أو الجمود، حيث أن هوية الفرد شيء ديناميكي في عملية مستمرة من البناء والتفكيك و إعادة البناء - سواء جزئياً أو كلياً. وبناء على ذلك، لم تعد الهوية هي الجزء الثابت أو المستقر من الذات الذي يبقى غير قابل للتغيير؛ بل على العكس من ذلك، فإن الهوية تتطور باستمرار طالما أن الفرد يتفاعل مع مواقف اجتماعية وسياسية وتاريخية مختلفة. يعتقد ستيوارت هول أن الهوية في حالة دائمة من الصناعة المستمرة. يقول ستيوارت هول أن هناك موقفين أو نهجين لتحديد الهوية وهما إما أن الهوية جامدة أو أنها نسبية بشكل جامح. يرفض ستيوارت هول هذين النهجين ويتبع موقف وسطي حيث يحاول إيجاد توازن واقعي بين موقعي أو نهجين إدراك الهوية كمفهوم. وبما أن موقع الفرد الاجتماعي وخبرته في حالة مستمرة من التغيير والتطور، فلا يمكن أن يكون مفهوم الهوية ثابت أو أحادي المستوى. وهذا يستلزم أن تكون الهوية - كمفهوم - مرتبطة بالأداء الإجتماعي والنوعي للفرد الذي يتوقع أن يؤديها فيما بين الأفراد الآخرين وفي نطاقه الإجتماعي. ويمكن القول بأن الهوية والكتابة هما أنماط إنتاجية حيث إن عملية الكتابة جزء حيوي وديناميكي في العملية المستمرة لتشكيل الهوية وإعادة تشكيلها. لذا، إن مفهوم الهوية معقد ومتعدد المستويات وليس من السهل تعريفه أو إدراكه حيث إن فئات الهوية الواحدة المختلفة توفر طرقاً لفحص ودراسة الارتباطات الهامة بين التجربة الحية والموقع الاجتماعي للفرد. ترى بولا مويا أن الهويات الإجتماعية والثقافية هي أيضا تصورية ونتاج الخيال كالكتابة الروائية. وبالتالي، فإن استكشاف صنع الهوية ممكن من خلال فحص ودراسة الكتابات الخيالية الروائية. الرواية – كنوع أدبي - تسمح للمؤلف والقراء الإتصال مع الاحتمالات المختلفة التي يمكن للفرد من خلالها أن تتكشف له هويته المجسمة متعددة الأصوات. وبالتالي، فإن الرواية الحديثة هي الحيز الأفضل لاستكشاف تعقيدات الهوية. الرواية عند باختين هي نوع أدبي يسرد أنواع الخطاب الاجتماعي وتنوع الأصوات الفردية بشكل منظم فنياً. وعلاوة على ذلك، يضيف باختين أن الرواية هي البطل الرئيسي في دراما التنمية الأدبية في عصرنا الحديث على وجه التحديد لأنها أفضل نوع أدبي يستطيع أن يعكس ميول عالم جديد لا يزال في مرحلة الصنع.  تهدف الدراسة إلى استكشاف الطبيعة المعقدة للفرد المعاصر وكيف يمكن له أن يحتضن الأصوات المختلفة داخله في عملية مستمرة من بناء وإعادة بناء هويته، خاصةً التجارب و الصراعات التي يعيشها الفرد العربي الأفريقي الحديث لاستكشاف هويته النفسية والثقافية فيما يتعلق بموقعه الجغرافي السياسي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. Abstract: Identity is no longer considered a linear concept. An individual's identity is in a continuous process of being constructed, deconstructed, and reconstructed—whether partially or totally. This process is multilayered, holding history, politics, race, and gender within its folds. As the term “identity crisis" might seem overused or a kind of cliché, the question of identity is still—and seems to still go—under investigation. As one of the most important, if not the most important, and influential thinkers of cultural identity, Stuart Hall believes that identity as a concept is no longer an essentialist one, but “this concept of identity does not [any longer] signal that stable core of the self, unfolding from beginning to end through all the vicissitudes of history without change; the bit of the self which remains always-already ‘the same', identical to itself across time" (3). Accordingly, identity is no longer the solid or stable part of the self that stays unchangeable; on the contrary, identity is an ever-evolving being as long as the individual interacts with different social, political and historical positions. This theoretical survey is part of a study that aims to explore the modern individual's polyphonic nature and how he/she can embrace the different voices within him/herself in the process of constructing-deconstructing-reconstructing his/her identity.