في بداية القرن العشرين مع ظهور الفن الحديث وفي الوقت الذي كانت الدادية تحتاج أوروبا متحركة من سويسرا لفرنسا ثم ألمانيا ثم هجرتها إلى أمريكا ، محطمة في طيات ذلك كل القيم والتقاليد الفنية ، ساخرة من سلبيات المجتمع البرجوازي من خلال تعامله السياسي والإقتصادي ، كانت مصر تبحث عن هويتها وترفض الخضوع للتيارات الحديثة خوفًا من أن تفقد أصالتها ، وذلك يرجع إلى أن مصر قد مرت بعصور ظلام وإستعمار جعلت المسيرة الفنية بها تتوقف فغابت قدرتها ، ثم جاء إلتقائها بحضارة الغرب بعد سنوات من الصمت والركود ، فوجد الفنان المصري الحديث ضاربًا في إتجاهات متعددة واصطدمت تجربته بعوائق من مركب التراث الكامن في أعماقه ، فحاول البعض أحياء الفن الفرعوني القديم في أعمالهم خاصة عقب الحرب العالمية الأولى وقيام الثورة 1919م الوطنية ، فقامت دعوة جماعة " الخيال " من عام 1919م

يوضح هذا البحث الأبعاد الفلسفية للخيال والأسطورة في فنون ما بعد الحداثة وقد تركزت مشكلة البحث في صعوبة فهم الأبعاد الفلسفية لبعض الصور الخيالية والأسطورية من قبل دارسي الفنون لذا وجب توضيح بعض الأبعاد الفلسفية لهذه الصور، وضرورة إيجـاد دراسات تسعى إلى توضيح أبعاد الفلسفـة الجمالية لهذا الاتجاه، والمتمثل في الأشكال الخيالية والأسطورية .