مما لاشك فيه أن الغذاء ضرورى للإنسان لكى يؤدي أعماله المختلفة بنشاط وكفاءة، ويعتبر الغذاء مؤشرًا هامًا يمكن الاعتماد عليه فى معرفة الحالة الاقتصادية والإجتماعية للأفراد فى مجتمع ما، وتعتبرمشكلة الغذاء من البروتين الحيوانى في مصر وتوفيره بالكميات والنوعيات المناسبة لكل أفراد المجتمع أمرًا ضروريًا إلى جانب تأمين الإحتياجات الفردية من البروتين الحيواني لضمان الصحة الجيدة والحفاظ على الوجبة المتوازنة، فهو أمر ضروري لضمان نجاح خطط التنمية الاقتصادية والإجتماعية في أى اقتصاد، وخلال الفترات الأخيرة تعرضت مصر للكثير من الأزمات والتغيرات الاقتصادية التى أدت إلى الإرتفاع فى الأسعار وأثرت على الحالة الاقتصادية للأسر المصرية عامة والأسر ذات الدخل المحدود سيما فى الريف خاصة، الأمر الذى أثر سلبًا بالتبعية على الإستهلاك الغذائي ونوعيته للفرد المصري، والذى تمثل فى نقص إستهلاك الكثير من العناصر الغذائية بالكميات والنوعيات اللازمة له نتيجة للإرتفاع المضطرد فى الأسعار مع ثبات الدخل، لذلك استهدف البحث 1- دراسة تطور نصيب الفرد اليومي من الغذاء اليومي والبروتين والسعرات الحرارية من مصادرهما المختلفة ( نباتي وحيواني) المستمدين من الغذاء اليومي للفرد فى مصر خلال الفترة (2010-2022 )،2- تقدير المحتوى الغذائي من البروتين والسعرات الحرارية المستمدين من الغذاء اليومي للفرد فى عينة الدراسة، 3- دراسة أثر أهم العوامل الاقتصادية والإجتماعية على نصيب الفرد اليومي من كل من البروتين والطاقة المستمدين من الغذاء اليومي للفرد من مصادرها المختلفة لعينة الدراسة، واستندت الدراسة إلى طرق التحليل الوصفي والكمي للمتغيرات موضع الدراسة، واعتمدت الدراسة على نوعين من البيانات أولها البيانات الثانوية المنشورة الصادرة عن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي (نشرة الميزان الغذائي) للتعرف على تطور نصيب الفرد المصري من مكونات الغذاء، كمؤشر لدراسة الحالة الغذائية والحالة الاقتصادية للأسرة والأفراد فى الريف المصري، كما تم الإعتماد على البيانات الأولية التى تم تجميعها من خلال إستمارة إستبيان لعام2024 ، لعينة من ريف محافظة الشرقية، وتبين من النتائج أن متوسط ما يحصل عليه الفرد من إجمالى البروتين يوميًا بلغ نحو 105 جرام بمعدل إنخفاض سنوي بلغ نحو 0.85% من متوسط نصيب الفرد السنوي خلال فترة الدراسة، وبدراسة متوسط ما يتناوله الفرد يوميًا من البروتين من مصدر حيواني بالجرام، تبين أنه بلغ نحو (26 جرام)/ يوم، وهو يعادل نحو 25% من البروتين الإجمالي المتناول يوميًا خلال الفترة (2010-2022)، 74% من الموصى به، ولكنه ما زال أقل من الحد الموصى به من قبل المنظمات المختصة (الأغذية والزراعة، والصحة العالمية) وهو 35 جرام / يوم بروتين حيوانى، وأمر هذا شأنه يستوجب إيجاد الحلول المناسبة لضمان حصول الفرد على الكميات الموصى بها من البروتين الحيواني لإحتوائه على الأحماض الأمينية الأساسية اللازمة لبناء الجسم خاصة للفئات السنية الأكثر إحتياجًا كالأطفال فى مرحلة النمو، والنساء الحوامل، وذلك لتجنب الإصابة بسوء التغذية إلى جانب العديد من الأمراض الناتجة عن نقص تلك الأحماض، أما بالنسبة للعينة الميدانية تبين أن الفرد فى عينة الدراسة يحصل فقط على 70% من إحتياجاته من إجمالى البروتين فى غذائه اليومي (49 جرام)، ويظهرالعجز فى البروتين الحيواني (17 جرام) الذي يعتبر هو الأهم من الناحية الصحية للجسم، حيث يتناول الفرد منه نصف إحتياجاته اليومية، نظرًا لانخفاض الدخل، وإرتفاع سعر مصادر البروتين الحيواني، الأمر الذى من شأنه يستلزم وضع آلية لتوفير تلك السلع للفرد لتحقيق الأمن الغذائي له، كما تبين من دراسة أهم العوامل المؤثرة على نصيب الفرد من البروتين والطاقة فى عينة الدراسة أن لكل من العوامل الاقتصادية كالإنفاق أثرًا معنوياً إحصائيًا على نصيب الفرد من البروتين والطاقة المتناولة يوميًا عند مستوى معنوية 1%، كما أن لإختلاف مستويات الدخل أثرًا معنويًا إحصائيًا على نصيب الفرد من البروتين الحيواني والنباتي لفئة الدخل العليا فقط عند مستوى معنويه 1%، ومعنويًا احصائيًا لنصيب الفرد من الطاقة من مصادرها وإجمالي الطاقة عند 1% لفئة الدخل العليا، ومعنوي عند 5% لفئة الدخل المتوسط، كما أن لبعض العوامل الإجتماعيةمثل حجم الأسرة أثرًا معنويًا إحصائيًا على نصيب الفرد من البروتين والطاقة الإجمالى ومن مصادرهم المختلفة، كمالإختلاف مستوى التعليم أثرًا معنويًا على نصيب الفرد من البروتين الحيواني والنباتي عند مستوى معنوية 1% لفئة التعليم العالى وللطاقة الإجمالى ومن كلا مصادرها عند مستوى معنوية 1% لفئة التعليم العالى فقط، الأمر الذى يستوجب الإهتمام بالحالة الإقتصادية وتحسين مستوى الدخل لأسر العينة لضمان حالة غذائية جيدة لهم.