يلعب التراث بشقيه الطبيعى والثقافى دوراً هاماً فى صياغة ذاكرة الأُمم وعُمقها الحضارى، حيث يُمثل الانعكاس لهوية وحضارة هذه الأُمم والرابط بين ماضيها وحاضرها والدليل الواضح على عراقتها وأصالتها؛ لذا يجب الحفاظ عليه وحمايته ليتلائم مع ظروف العصر والتحولات الحضارية المُستمرة، فالتراث هو الميراث الحضارى الذى تتوراثه الشعوب عبر الأجيال، ويُعد التراث الوطنى جُزء من التراث العالمى الذى ينتمى إلى جميع شعوب العالم، ويواجه كل من التراث العالمى والوطنى العديد من المخاطر والتحديات، ومما لا شك فيه أن موضوع إدارة المواقع التراثية أصبح موضوع فى غاية الأهمية فى الوقت الحاضر وتطرقت إليه العديد من دول العالم؛ لأنها سجل لأنشطة الإنسان القديم، ومن خلالها نستطيع تحديد الجذور الثقافية والإجتماعية وتعلُم الدروس من الماضى، كما أنها ذات قيمة للإنسانية كمصدر للتعلُم والثقافة، وتُركز إدارة المواقع التراثية على الموقع ككل، فهى عملية تخطيط وتنفيذ إجراءات لحمايته بما يحمله من قيم مُختلفة سواء كانت حضارية  أو تاريخية أو معمارية أو غيرها، وتُعد مدينة ماضى من أشهر وأهم المواقع التراثية الثقافية فى إقليم الفيوم، ولكنها تواجه بعض التحديات التى يُمكن أن تُشكل تهديداً لتراثها؛ لذا تسعى الورقة البحثية إلى توضيح بعض النقاط الأساسية وهى أهمية تراث مدينة ماضى، ووضعها الراهن، وأهم التحديات التى تواجهها سواء كانت طبيعية أو بشرية.