الملخص      المعلم هو حجر الزاوية في العملية التعليمية، والأساس في كل التطوير المنشود من قبل الجهات المختصة، إلا إذا كان المعلم الذي يقود عملية التطوير متصفاً بمجموعة من الصفات، ومتمكنا من مجموعة من المهارات تسمح بإحداث هذا التطوير، ومن ثم فإن تنمية مهارات المعلم الأكاديمية والمهنية لم يعد محل جدال، ولقد أصبحت برامج التنمية المهنية للمعلمين في العصر الحاضر أكثر أهمية وإلحاحا من أي وقت سابق، نظراً للتطور السريع في المجالات والمهن كافة، مما يستلزم مواكبة المعلمين لهذا التطور المتسارع، الذي يضع المعلم أمام مسؤوليات جديدة، ومهام كثيرة لا بد من الوفاء بها، حتى يكون عضواً فاعلاً في بناء مجتمعه، ويؤدي مهامه الوظيفية بفاعلية.      ويُعد التدريب أثناء الخدمة أهم ركن من أركان التنمية المهنية؛ لأنه الوسيلة الرئيسية لتحقيقها، حيث يعد أساس التجديد والتغيير في العملية التربوية، والوجه المكمل لعملية الإعداد، إلا أنه يُعنى بالمعلمين الذين سبق إعدادهم للمهنة، في حين تهتم التنمية المهنية بجميع المعلمين منذ التحاقهم بمؤسسات الإعداد، وبعد تخرجهم منها، وقبل تعيينهم، وفي أثناء خدمتهم.      وعلى الرغم من أهمية برامج التدريب أثناء الخدمة للمعلمين، إلا أنه من الضروري التأكد من أنها تحقق فعلاً ما وُضعت من أجله ويتأتى ذلك من خلال التقويم. "إن تقويم البرامج التدريبية التربوية ضرورية للوقوف على مدى فاعليتها، ومدى تحقيقها للعناصر الرئيسية للبرامج، إذ يمثل التقويم جانباً مهماً من جوانب العملية التعليمية؛ لأنه يساعد في الوقوف على نقاط القوة ونقاط الضعف للبرامج، وتحديد مسارات التطوير والتحسين، ومعرفة النظم التعليمية إلى التدريب والتطوير للوصول إلى القرار الصائب في أداء البرامج وإيجابيها وسلبياتها.      ومن الأهمية بمكان أن يتم تقويم برنامج التطوير المهني "المعلمون أولا" من حيث تأثيراته على تطوير السلوكيات المهنية للمعلم في المجالات الرئيسية باستخدام نماذج التقويم الحديثة، ومن أهمها نموذج "كيرك باتريك" والذي يساعد في تقويم تأثيرات برنامج التطوير المهني "المعلمون أولا" على السلوكيات المهنية للمعلم عند مستويات متعددة كرد الفعل والتعلم والسلوك والنتائج النهائية المتحققة وهو ما يتم التطرق إليه وتناوله في البحث الحالي من خلال الاعتماد على نموذج كيرك بارتيك لتقويم البرامج التدريبية.