هدفت هذه الدراسة إلى استخراج القواعد المتعلقة بعلوم القرآن الواردة في كتاب الإمام محمد بن جرير الطبري، الموسوم بــ (جامع البيان في تأويل القرآن)، وخصصت هذا البحث لدراسة الآيات من سورة الفاتحة وحتى الآية رقم (196) من سورة البقرة، ولتحقيق هدف الدراسة فقد سلك الطالب المنهج الاستقرائي الاستنتاجي في دراسة الآيات محل الدراسة، وقد خلُصت نتائج الدراسة إلى أن المصنف اتبع منهج الإسناد لما يورده من أخبار، مع الدقة المتناهية التي عُرفت عن المحدثين عند نقلهم للأسانيد والألفاظ، كما تبين أن المنهج التأصيلي للعلوم حاضر عند الإمام الطبري ويظهر ذلك في القواعد المتكاثرة التي تضمنها المصنف محل الدراسة، وتبين أن المصنف يرجح بين الأقوال المختلفة في تأويل الآيات مستخدما قواعد علوم القرآن، والشواهد الشعرية، كما ظهر أن المصنف واسع الاطلاع على آثار السلف مع رسوخ القدم في الأصول والفقه، ويظهر ذلك جلياً في استنباطاته وتنزيله للقواعد، وقد أوصت الدراسة ببذل مزيد عناية بالكتب المسندة في التفسير لما تحتويه من الفوائد إذ أنها تعتبر ثروة تفسيرية مباركة بتخصيص بحوث مستقلة تقارن بين كتب التفسير بالمأثور من حيث استعمال القواعد المتعلقة بعلوم القرآن، مع استخراج هذه القواعد وترتيبها ترتيبا منهجيا في مصنفات مستقلة، كما أوصت الدراسة بإعادة شرح وتقريب كتب السلف والمتقدمين من العلماء بلغة ميسرة يفهمها أهل العصر.