الإثراء بلا سبب هو العمل النافع المشروع وهو مصدر للالتزام وسبب لنشوئه ؛ حيث ينتج عن علاقة غير متكافئة وغير عادلة بين أطرافه ؛ لذا يختلف عن مصادر الالتزام الأخرى , وهى العقد , والإرادة المنفردة , والعمل الضار الذى يُطَلق عليه العمل غير المشروع , والقانون ويرتب الإثراء بلا سبب آثارًا قانونية متنوعة ومتعددة . من خلاله يثرى شخص على حساب غيره الذى افتقر بدون مبرر أو سبب قانونى إلى هذا الإثراء أو الافتقار ؛ لذا يلتزم من تحقق له الإثراء بدون وجه حق بأن يعوض من افتقر بسبب هذا الإثراء دون الاعتداد باتجاه الإرادة نحو تحقيق الإثراء من عدمه . ولا شك فى أن الإثراء بلا سبب كمصدر للالتزام يمثل روح الإنصاف والعدالة التى تأبَى أن يحتفظ المُثرى بما حدث له من إثراء بدون مسوغ إذا كان هذا الإثراء قد حدث على حساب غيره . والإثراء على حساب الآخرين كمصدر للالتزام اقتضته قواعد العدالة والقانون الطبعى عُرف منذ أقدم العصور ؛ لذا يعتبر أول مصدر للالتزام , وقد صار الآن مبدأ عامًا مسلما به فى أكثر الشرائع الحديثة وله تطبيقات عديدة ومتنوعة .