منذ ظهر التلفاز فى عشرينيات القرن المنصرم ، و الجدل محتدم حول مدى تأثير المحتوى الإعلامى المقدم من خلاله على سلوك الأفراد لا سيما القصّر منهم ؛ فالدراسات الإعلامية و الإجتماعية الإرتباطية التى حللت تأثير وسائل الإعلام على الجمهور لا حصر لها ، و بين من يضخم دور المحتوى الإعلامى كمؤثر مباشر فى سلوك المتلقى ، و من يقلص هذا الدور إيماناً بوجود عوامل أخرى أكثر أهمية ؛ تباينت نتائج الدراسات ، و بين ناقد للمحتوى المتلفز ، و مدافع عنه ، بقى الجدل قائماً و كذا التشكيك المتواصل من كلا الفريقين فيما يراه الآخر .
و مع التطورات المضطردة فى تكنولوجيا الإتصال و حدوث ما عُرِف بثورة المعلومات فى ستينيات القرن العشرين و ظهور البث الفضائى عبر الأقمار الصناعية و من ثم ظهور القنوات الفضائية التى لا تقيدها حدود جغرافية أو زمانية أو مكانية أو سياسات رقابية ، بدأنا نعيش حقيقة جديدة هى أن العالم بمساحاته المترامية غدا -بفضل تكنواوجيا الإتصالات- لا أكثر من قرية صغيرة !