الإرهاب ظاهرة قديمة قدم البشرية بدأ ظهورها منذ الحياة البدائية للإنسان من خلال استخدام القوة حيث مارسها الأفراد والجماعات اعتمادًا على العنف والسيطرة , وقد كانت القوة أساس نشأة الحق وحمايته آنذاك باعتبارها السبيل الوحيد والملاذ الأخير الذى لا بديل له , ولا طريق سواه , واستمرت الجرائم الإرهابية منذ العصور البدائية الأولى حيث الوجود الإنسانى ممتدة إلى بلاد الشرق والغرب فى العصر الفرعونى حيث الحضارة المصرية القديمة ولدى الآشوريين وفى العراق القديمة وعند الإغريق ولدى الرومان , وما زالت الجرائم الإرهابية وظاهرة الإرهاب ممتدة وموجودة حتى الآن , ولم تختف وإن اختلفت أساليبها وأشكالها , حيث إن الأسباب والعوامل المؤدية إلى حدوث الإرهاب مختلفة ومتفاوتة باختلاف كل زمان ومكان وفقا للظروف المحيطة .
وترجع جذور الإرهاب الأولى إلى سوء الفهم وعدم التبصر عند إعمال الفكر فى شتى النواحى والمجالات , وقد أدى الإرهاب إلى إشاعة الفوضى
والتخريب والتوتر , كما كان سببا فى إنكار حقوق الانسان والمجتمعات وتفشى الظلم والاستغلال وغياب العدالة .
وقد تطورت وسائل الإرهاب وأساليبه بتطور المجتمعات وازدياد العلاقات الاجتماعية وتطورها وازدياد الصراع والنزاع بتعدد أسبابه واتجاهاته وفقا لمتطلبات الحياة دون أن ينفى ذلك كله خطورة الإرهاب من بداياته الأولى ومساسه بالمجتمع بأسره لتطور مفهوم الجريمة وتأثرها بحياة الأفراد داخل المجتمع لما يخلفه الإرهاب من خسائر فى الأرواح والممتلكات